منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وراء الستار الأسود ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2008, 10:58 PM   #6
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 193

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الرابعة :

منذ أن خرجنا من منفذ الحديثة ... ودخلنا إلى الأردن ... أحسست بالفرق ... في كل شيء ... المباني .. الناس .. وعلى الرغم من أن الأردن لاتختلف عن السعودية من حيث التكوين الجغرافي .إلآ أن الحياة بدت مختلفة .. بتحرر الناس
ولكن الإحساس بأنني فارقت بيئة إلى أخرى إنتابني ونحن ندخل سوريا
بلدي الأم ...
شعور غريب إعتراني حين قرأت تلك اللوحة التي كتب عليها :
مرحبا بكم في الجمهورية العربية السورية ...
إحساس تفجر في أعماقي ... عندما شاهدت قلب الشام في الساعة الثانية ظهرا ... زحام ... الكل إما عائد من عمله أو مدرسته ...
زحام محبب ...
يا إلهي ... كم كان المنظر جميلا ... حتى أنه كاد يدفعني إلى النزول ... وتجاهل باقي الرحلة ...
ولكن نداء القلب كان أقوى ...
وصورة سوسن غطت أمام بصري كل شيء عداها ...
ووجدت نفسي أسترخي في مقعدي وأنصت إلى أحاديث رجل مسن (( تركي )) يدعى محمد ... العم محمد ... (( طبعا هناك شيء يجب أن أوضحه للقراء وهو أنني أنادي كل من هم في عمر والدي أو أكبر بالعم)) وطوال الرحلة لم يتوقف العم محمد عن الحديث عن عمله في السعودية ... وعن إبنه المصاب بالسرطان ... والأوضاع في تركيا ..
وطبعا ... ما أدهشني فيه ... أنه على الرغم من تدني المستوى التعليمي لديه ... إلا أن الحياة قد جعلته فيلسوفا وحكيما ... ففي كل موضوع يتحدث فيه ... كان يأتي بأدلة من القرآن الكريم وأحاديث من السنة الشريفة ... مما جعلني أستغرب كونه مجرد عامل بسيط في مصنع للتسليح في الرياض ...
وخرجنا من سرمين إلى باب الهوى ... ثم إلى تركيا ...
وهنا إنبهرت تماما ...
لقد ظننت أن شاكر وساري وحتى العم صالح يبالغون في وصف تركيا ... لأنها بلدهم ...
ولكن حين عبر الباص بنا حدود تركيا بعد رحلة دامت أربعا وعشرين ساعة كاملة بفضل الله ثم بفضل قيادة نعيم المسرعة والماهرة في نفس الوقت ... أدركت أن ما كانوا يذكرونه لي ليس سوى جزء يسير وضئيل من عظمة الواقع ...
لقد كانت تركيا دون أية مبالغة جنة الله على أرضه ...
لم أرى مكانا واحدا فيه رمال منذ أن دخلنا إلى قلب الأراضي التركية ... كل شيء يرتدي وشاحا من الخضرة اليانعة التي تفتن القلوب ... وتسلب الأبصار ...
لم تفارق عيناي الأشجار والمحاصيل والثمار طوال الطريق من الحدود إلى محطة البان في أنطاكيا ...
وفي الساعة الخامسة وأربعين دقيقة مساء ... توقف الباص في المحطة ... ليعلن ختام الرحلة ..
وعبرت أذني عبارة نعيم (( السائق )) وهو يقول في مودة :
حمدا لله على السلامة يا شباب ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس