جزيت الجنة أخي عبدالله وبارك الله فيك.
ليت الأمر بتلك البساطة التي وصفتها أخي، بل حتى مصطلح العلمانية ليس هناك اتفاق على معناه، ولا اتفاق على ترجمته العربية.
ممن قرأت لهم نقاشاً حول العلمانية المرحوم عبدالوهاب المسيري، وهو محسوب بشكل ما على التيار الفكري الإسلامي. ورأيه باختصار أنّه من أنصار العلمانية الجزئية، وإن كانت ذاكرتي صحيحة فإني أنقل عنه قوله ( العلمانية الشاملة مدمرة ولا تبقي مساحة للإنسان كإنسان، ومع ذلك لست مؤيداً أن يكلف عالم العلوم الشرعية بتخطيط اقتصاد الدولة).
لكن أليست دولنا علمانية اليوم ؟!.....لعلّها كذلك، النظام المالي مثلاً، النظام التعليمي، نظام الحكم، حتى نظام السير المروري......ومرة أخرى هنا يعتمد على ماذا نقصد بالعلمانية.
هناك حجّة يطرحها المؤيدون للعلمانية لعلها مما ينطبق عليه القول (حقّ أريد به باطل)....تقول الحجة أن الحكام دوماً يستغلّون الدين للاستبداد. والحل عندهم طرح الدين من المعادلة والاحتكام للقوانين المدنية.
العلمانية قد تكون من أقوى أنصار الدين، أي دين، فآلية العمل فيها تتبع الأسلوب العقلي المنطقي. وكمثال على ذلك لو أن أننا نظرنا نظرة علمانية لشعيرة الحج لكان اعتبار الربح من السياحة الدينية هو مقياس التعامل مع هذه الشعيرة.
لعل الأمر أسهل فهماً في الغرب حيث نشأت العلمانية، فإخراج الكنيسة من دائرة القرار السياسي واعتماد الدساتير الوضعية كمصدر للتشريع يمثل أبرز ملامحها.
لكن......لندع الدول والسياسات، ماذا عنّا كأفراد؟!......هل نحن علمانيين؟
نحن كلنا اسلاميون إلى أن يصل الأمر لمصالحنا الشخصية، وحينها نتوقف لنختار. لي صديق أراد أن يشتري سيارة بتمويل من البنك، البنك الإسلامي طلب فائدة أكبر، والربوي أقل......يا ترى أي البنكين تعتقدون أنه اختار؟