منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مباركٌ فاك (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=22671)

بثينة محمد 02-22-2010 05:48 PM

مباركٌ فاك
 
1-
أتمنى أن تلتقطني – زهرة – من السَّماء ..
تأخذ أحلامي ، تغمسها مرَّة في الفضاء ..
و مرَّة في القمر !.
إذ أن القمر حين يلتهم المساء ، لا تبقى هناك أحاجٍ ساهرة ..
لا تعود للحيرة صوت اليعسوب ..!
ولا أعود أنتظرك بلا جدوى ..!


أنا السَّماء ، و لديَّ رفيقتين :
القمر و الجمال .!
و أمي الشَّمسُ ..،
و لديَّ أنت – كلدغةٍ لا ترغب بالشفاء – كطفلٍ بائس يلتهم البكاء .. ،
يسكنُ في الجوار ، ينتظر النهار ..
يعدني بالنهار ..
و يأتِ الصبح محمَّلاً بالطيور إلاَّكَ .. !
و أبكي أنا ؛ فتسقط كل الأعشاش التي انبثقت من نفسي طفلةً تلون بالألوان المائية جميلة الرائحة لترسم رائحتك المميَّزة الشبيهة برماد البخور – ترسمها جبلاً - . و تكتب حروفك الصغيرة بدهن عُودٍ – دهن خاص – امتزجت به دموعها و تناقضك ، و تلاشت به أحلامي أنا في داخل فيكَ الذي لا ينطق .!


مباركٌ فاكَ
مباركٌ فاكَ
فقد أكَلَ كل ما جمعته لك من حُبٍّ ..
مضغه جيدا ! ، و قدَّمه لما لا أعلمه !
عليهِ بركات الجنون ؛ فكلَّما أكل زاد ما جمعته .
و أنا أستمر ذاهلةً
لا أدرك يدايَ إلا بعد أن تناولك الطعام .!
فأعاقبها قسرًا على ذنبِ مضغةٍ تناثر عليها دخانك فأسقمها ..!
ألم أقل لكَ : " أترك التدخين .." ؟!
" اترك التدخين "
إنه يملأني بضياعك ..
يزهقني بشتاتك ..
يتخمَّرُ في داخلي ..
فيصبح أشدُّ ضررًا من قِطرانك و من أوراقك المُمَزَّقة في كل جانب من حيطانك الكثيرة.
اتركِ التدخين يا عزيزي .. يا سِيْدِي !
حسنا .. لا تترك التدخين ، اتركني أنا ..


هلاَّ فعلتَ يا سَيِّدِي ذو الشَّأنِ العظيم ؟!
فأنا
أنا السَّماء
و أمي الشمس
و رفقتي : القمر و الجمال
و ذكرياتي التي لم تنفطر بعد : أفلام الكرتون و الأحذية اللمَّاعة و الفساتين الزاهية المنفوشة .
و طموحي : مزرعة على شاطئ من شمس يندر فيه الغروب و لا ينتهي ،
و حصانين ، نقودهما معا : أنا و نصيبي !.
و بضعة أغنامٍ وديعة و بقرة لطيفة ؛ علَّ يداي تكون يوما مفيدة لأكثر من ضمِّ الإخوة و نقش الكلمات ،
حتى أكون يومًا مجتهدة كما حلُمَتْ أمي ..
هل ذكرتُ أيضا أن طموحي لم يغفلك يا ذا الشَّأنِ العظيم المتشاغل عن لهفتي دومًا ؟!
كلاَّ لم يَنْسَك ، غير أنَّ طموحي و الكبرياء لا ينتظرانِ طويلا ،
و مُرَجَّحٌ جدا أن يجدا ذا شأنٍ آخر لِيَسْكُنَاهْ و يبنيان الدَّار سويةً ، لبنةً لبنة .
يتنشقان العبير من أنامل بعضهما البعض ،
و يهديان بعضهما الأنفاس !


لا ضيرَ ، لا ضيرَ يا عزيزي من صيَّادٍ فقير يكون لي و لأجلي !
و لا فائدة من حبٍّ ليس به شراكة !
فالفقير انتهى بفتح سمكة على العشاء مع قنديله و أهدته القدر لؤلؤة ثمينة .
و انقطع التاجر بقضاء ليلته " يُشَيِّك " على الورق و ينفث الدخان ..!
فكم أتمنى أن تلتقطني – زهرة – من السَّماء ، و أنساكَ !


2-

أنا آسفة ..
لا أجد اعتذارا يمتلك ما أخفيه ..
أنا آسفة لأنني في يومٍ ما حملتُّكَ مهمة الاعتناء بي
و تناسيت أن لا يوجد أحد أفضل مني لهذه المهمة !
أعتذر لظلمك !

و لأنني في يومٍ ما ، لم أرغب بالنضج و أحببت الدنيا بلون موجود فقط في خيالي و رفضت حبا ليس صديقا
و أردت بشدة أن نلعب سويا بالرمل و نضحك حتى تغرب الشمس و نُنْهَك ..
أعتذر لإزعاجك !

آسفة لأنني فضحت أسراري أمامك و أفقدتك رغبة اكتشافي ، بالرغم من أني ما زلت مجهولة ..
لكنك مللت!
و لهذا أعتذر لأني لم أُهَرِّجْ بما فيه الكفاية ففقدتُ عنصر التشويق !

تكلمتُ عن الرحيل كثيرا ، كنت أحاول اختبار مدى تمسكك بي ..
و سئمت أنت و لم تصدق ، أو ربما لم تعد تكترث ..
فأنا آسفة جدا .. لأني لم أختفي مرة واحدة و أفاجئك ..
آسفة للفرص الكثيرة التي أعطيتك إياها ..!

فقدت كل ما يعنيني بك ..
أتذكر الأصالة ، اللحظات التي جعلتني ألتفت لك ..
الدروس التي علمتني إياها ، لتجعلني أقوى !
أنا آسفة لأني أحاول الإبقاء على هذه الذكرى حتى أتمكن من احترامك !

أعتذر لأني تلاشيت !
لا أعلم ..
لمَ لم أنتظر ،
لمَ لم اصبر كما تعرِّف أنت الصبر ..
و أعتذر بشدة لأننا تصادمنا في هذه النقطة !

أعتذر عن كل فرحة شوهتها لك
لأنك كنت تأتيني بها طالبا السماح مستغلا فرحك !
و مهملا لكبريائي !
أعتذر لأني لم أمنحك وحدك الحق في الكبرياء و عزمت مشاركتك عرشه !

أعتذر بشدة ، لأني لا أستطيع إخبارك بكل هذا ..
و أحتفظ به في قلبي ..
فهذا أدعى للصيانة !
فسامحني إن لم أعد يوما للمصارحة !
سامحني ..
إن هربت منك ولم تلتقطني ..
و لم أعد !

بدور الشمراني 02-22-2010 06:56 PM

اقتباس:

أنا آسفة ..
لا أجد اعتذارا يمتلك ما أخفيه ..
أنا آسفة لأنني في يومٍ ما حملتُّكَ مهمة الاعتناء بي
و تناسيت أن لا يوجد أحد أفضل مني لهذه المهمة !
أعتذر لظلمك !
.
.

ماأصعبها من لحظات حين يتعذر على الحب الإستمرار
وتصبح مسافات اللقاء شائكة !!
وتبقى على ساعات الوعود دقائق حرجة توحي بالنهاية !!
وتضيع الذكريات في زحمة الدموع
لتغلق صفحات للعتاب آخر أوجاعها !!

بثينة كنتٍ رائعة

ولاء النهاري 02-22-2010 09:53 PM

في عتمة الليل اخيط قصتي وانسج بخيوط الحرير دموعا بيضاء

تنسل من بين قطعتي المطرزة بكلماتك اللا وجود لها !!

بعدك كاد يهلكني يا ملاكا توجته تاج قلبي

واحتلني بلا منازع

وكنت لي أكثر من تلك الانفاس التي تتزاحم في صدري كل يوم

حتى بدأت اغرق فيك وكأن الدمــاء في عروقي بدأت بالانفجار , فأنت يا رفيق العمر تتمرجح بشرايين قلبي ولا تشعر بتمزقها

ظننت أني مسرورة لم أدرك أني افقد نفسي فيك

من الآن يانكهة الماضي ستبات ذكرى لا أكثر
.
.
اسفة جدا لأنني منحتك كبريائي و بعضا من غرور أنثى

اليوم أسلبها منك

كم من المرات اعتذر لكثرة الحب الذي لم يعد قلبك يقوى على حمله

فأنت يكفيك جرعة واحدة سنة بعد سنة

كثير عليك أن ألقمك الحب يوما بعد يوم !!


بثينة محمد
مساء الخير
وطوق الياسمين هديتي لكِ
.
.
لأحرفك وهج القمرين

وكلماتك تروي ظمأ القلوب قبل العيون
لاعدمت احرفك
ودمت بخيرات متتاليات :)

مودتي :icon20:

فيصل الكردي 02-23-2010 03:51 AM



بحق كنْتِ أكثـر من رائعه . .



نهله محمد 02-23-2010 09:42 AM

بثينة ,
قطيعٌ من الأيائل مر مولياً من هنا ..
الغبار أفصح عن الكبرياء ..
والخواء المتروك خلفه
ذيّل بقية القصة بوجه ذابت ملامحة في الزئبق ..!


أتعرفين ,
أصنف الكتاب على جزئين ,
أحدهم قادرٌ على شعرنة اللحظة , والآخر قادرٌ على التقاطها بحذاقة ..
وأنتِ هنا , أتيتِ بالإثنتين معاً ...
وأسعدتني جداً , واصلي الوثب فحسب ..
بحزن , بفرح , بأمل , المهم ألا تجد لكِ الأرض نقطةً تقفين عليها مطولاً ..

بدر العرعري 02-23-2010 11:41 PM

برافو يابثينه .

تهاني سلطان 02-24-2010 12:26 AM

ولا تعليق ليّ بعد ذلك .. سعيدة جداً بما قرأت ..
:) ..

.

عبدالرحيم فرغلي 02-24-2010 08:44 AM

لا تعود للحيرة صوت اليعسوب ..!
كلدغةٍ لا ترغب بالشفاء
======
حين شرعت في قراءة نصك .. شرعت في نسخ العبارات التي راقت لي
كقارئ يتعلم .. ولكن وجدت أن هناك الكثير فتوقفت .
===
حين أقارن بين نصك هذا ونص حمامة السعد ..
أجد اختلافا كبيرا في التعبير والتغريد ، وإن كان
لكل منه نكهته الخاصة به .. إلا أنك كنت في نصك هذا
أكثر عذوبة .. أكثر سلاسة .. أكثر جذبا لقارئ مثلي لم يزل يتعلم .

المقطع 1 كان يميل للصياغة الأدبية ..والأعتناء به واضح وجلي ..
أما المقطع 2 فيميل للبوح العذب الصادق المكتنز بالعاطفة ..

معذرة .. أطلت عليك .. ولكن العلة في نصك هذا ..
أثار في الكثير .. وتركني أقرأه أكثر من مرة ..
حتى حسبته سيتلبسني ..

لك كل التحايا والتقدير


الساعة الآن 06:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.