في ظل متاعب الحياة وبعد شق النهار , يحتاج الفرد لأريحية , الكثير يقضيها في مُتعة متابعة الدراما , وفي كثير من الأحيان يجتمع البيت الخليجي في جلسة سمر وقهوة مساء على دراما من صُنع خليجي , والصنُع الخليجي بات يتقن الحُزن جيداً , يستطيع بمهارة بالغة المدى إرسال البكاء إلى كل من يتابع أحداثه , فتنقلب الجلسة لحُزن عارم على أثره وعيون تخبأ بكائها , ليقينها بأنه دراما سيموت بإنهائه وفي ذات الوقت تقن بأن هذا وارد وقد حدث وسيحدث ,
نعم نُحن بحاجة إلى طرح قضية البيت الخليجي , تناولها ووضعها على طاولة المعالجة , نعي الأسباب ونرى النتائج , ندرك ما يدور حولنا , نعترف بما وصلنا إليه , نعترف بموت الكثير فينا وبيننا من مبادئ وأخلاق وقيم , نرى كيف أثر التطور سلباً من جانبه الآخر ونجح , وإلى أي مدى تفككت بعض العلاقات وفي جزء من البعض نالتها التعرية ,
لكن إلا يوجد غير الحُزن ؟ , باتت الدراما الخليجية لا تطرح إلا كميات هائلة من الحزن , ونحن في فترة نحتاج إلى توازن الأمور , نريد البيت الخليجي عندما يقضي وقته أمام الشاشة يعم أجواءه البسمة التي نُدرت , الفرح الذي تنساه البعض , يشتت إرهاق النهار إن أختار متابعة الشاشة على طرح يحمل الفائدة وترويح النفس وتعزيز الأشياء الجميلة المتبقية , من باب محافظة على ما بقى والباقي كثير , من باب رؤية العالم على أصالة الخليج وتعريفهم بنا في صورة جميلة بدل التشويه , ومن باب طرح مفاهيم جليلة التعاريف ,
لماذا لا يكُن هنالك طرح يبدي التواصل والتكافل الاجتماعي ؟ لماذا لا يكُن هنالك طرح يعزز الطموح ورفعة العلم ؟ لماذا لا يكُن هنالك طرح يقول الحُب ليس محصوراً لجنسين ؟ لماذا لا يكٌن هنالك طرح من مسيرة الماضي لحاضر مُزدهر على أيدي قادة ؟ لماذا لا يكُن هنالك طرح يبعث الضحكات ويزدهر المساء ؟ لماذا لا يكُن هنالك طرح يروي النقاء والبياض ؟ , وأن وجدت إلا أنها قليلة للغاية .. قليلة ,
يكفي حُزن , الكثير من القلوب تريد ري المساحات الشاسعة القحط , إنبات سنابل من أمل وهدف وطموح وغاية , الكثير يريد نسيان الألم والهم والحمل الثقيل , وطرد جدب مُمتد من زمن في هذا الزمن كما نعيبه دوما ً, يكفي / يكفي , لنجلب قليلاً من الفرح .
سلمى ..