نقلت الصحف المحلية خبراً منقولاً عن وكالة رويترز ملخصه، أن مسؤولاً من مجموعة هندوجا العائلية الهندية، صرح بأن شركته، وشريكها السعودي، وهي شركة عائلية أيضاً، يعتزمان طرح 30% من شركتهما (شركة بترومين لصناعة زيوت التشحيم)، في سوق الأسهم السعودية، ويأملان في تحصيل مبلغ (800) مليون دولار مقابل ذلك. ويستمر الخبر بتوضيح أن الشركتين العائليتين قد اشترتا شركة بترومين من شركة أرامكو، وشركة إكسون موبيل في عام 2007، بقيمة (200) مليون دولار.
إذا كان الخبر صحيحاً في كل تفاصيله، فذلك يعني أن القيمة الإجمالية للشركة المقترح طرحها قد أصبح، بقدرة قادر، مبلغ (2,660) مليون دولار!! أو بمعنى آخر سيحصل الشريكان على أربعة أضعاف ما دفعوه، بعد ثلاث سنوات، وسيحتفظون بنسبة 70% من رأسمال الشركة!!
كل ذلك يثير عدداً من الأسئلة:-
- ماهي الإضافات أو التعديلات التي طرأت على أداء الشركة لكي تتضاعف قيمتها ثلاث عشرة مرة؟!
- ولماذا لم تتمكن أرامكو وإكسون من عمل ذات الشيء إن وجد؟
- ولماذا لم تطرح أرامكو الشركة كمساهمة عامة للجمهور، بدلاً من بيعها لشركتين عائليتين؟
- هل أرامكو، ومن ورائها الخزينة العامة للدولة بحاجة إلى مئتي مليون دولار، لتستعجل في عملية البيع؟ والخزينة، والحمدلله، تنوء بودائع تتجاوز (400) بليون دولار!.
- أخيراً، وهذه مصيبة، صرح المسؤول الهندي أنهم سيستخدمون حصيلة البيع لبناء محطة كهرباء في الهند، أي أنهم دفعوا مئة مليون دولار قبل ثلاث سنوات، وسيعودون إلى الهند بـ (400) مليون دولار، وستبقى لهم ملكية 35% من شركة بترومين السعودية؟! هل هذا هو الاستثمار الأجنبي الذي ننشده؟!!
قد يقول قائل إن هيئة السوق المالية لم توافق لهم بعد على طلبهم، ولكن الطموح، أو هو الطمع الهندي السعودي المشترك، الذي سيّل لعابهم، للحصول على تلك الغنيمة السائبة، المسماة "علاوة الإصدار". كل ذلك يدعو إلى التساؤل، والتعجب، وكل مكونات الخبر مزعجة، ولذلك أرجو أن يكون هناك خطأ ما في مكونات الخبر؟!!
سليمان محمد المنديل
المصدر
المقالة نشرت بجريدة الوطن قبل أيام .
...