كانَ يأتيها ذلكَ الفتى على وسادتها البيضاءْ. يحدّثها أحياناً بـ ما لا يشتهِ الغيمْ. كانَ لاحترافِ المراوغةْ فنٌ في الحبّ لا يستطيعهُ إلا منَ إمتطى أنوثتها المخبأة في صندوقٌ مثله كمثلِ مشكاةٍ المشكاةُ في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنها كوكبٌ دريٌّ موقدٌ في شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةْ.
ولمْ يكنْ لـ مفاتِحِهْ منْ بابٍ سوى الغضبْ العارمْ لانتفاضةِ الإنفِصالِ عنْ عالمِها المعروفُ بـ لعنةِ أبوابهِ الموصدةْ.
كانتْ بـ حجمِ العطبِ وبحجم الحزنْ تركنُ أجزاءها وتتسلل بغتةً عبرَ شجرةِ الياسمينْ.
لـ ترتديَ الغريبْ ولتكتبَ نبوءتهُ بماءِ جسدها.
كانتْ هيَ الموطنُ الأشدُ نوراً بضوءٍ يشيْ بالزهوْ و الـ هوَ مأثورٌ مستأثرٌ بـالصمتِ والهدوءْ.
كانَ يفتضّ انتفاضتها فترتعشْ، ويجيُ عليها بـ غيّ الورقْ المدنّسِ بطهارةٍ فتضيءْ.
لـ عينيهِ غيّ آخرْ، ولكلامهِ لغةٌ أخرى تشبهُ هسيسَ الروحْ.
تلكَ الغافيةُ على فمِهِ مدادُ من دمهِ المسفوحِ على قدميها، وهيَ قدّيسةٌ نبيةٌ بين ذراعيه. تلكَ الأنثى بدمها المعطوبُ غوايةْ، بجسدها المخبأ خلفَ السوادِ غوايةْ.