اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوء خافت
رأيتُه مرآى الروح التي لا تبرح أطلال أزمنتها الأولى ...
رأيته يرتمي على فراش لم ترتّب فوضاه مذ رحَلَت... ينام كقتيل و الحياة خصمه الذي يرديه كل يوم تعباً ...
رأيتُه ينجلي وجعه و بؤسه ... كلما تجاذبوه حبّاً ...
زارَها ... في منامه
كانت هناك حيث تركها - أو تركته لا فرق فهو فراق على أي حال -
تجلِس على الأرض التي ينتمي إليها ... و أمامها ركوة قهوة فارَت لقدومه ...
سكبت له فنجاناً ... و سألها بعد الرشفة الأولى : هل ذهب عنكِ وجع قلبكِ ؟
لم ترد جواباً ... و كأن الكلام ممنوع عنها ...
ابتسَمَت ... ذات الابتسامة التي سرقت بها قلبه ...
تأخّر عن مواعيد الحياة في ذلك الصباح ... كانوا متحلّقين حوله في محاولة لإيقاظه من نومه العميق
نهض ... و رتّب سريره للمرة الأولى منذ رحيلها !!
التغيير ...
حتى نبدأ به ... فلنتجاوز البقعة التي غاصت بها ذاكرتنا و قلوبنا ...
نهندمها قبل أن نغادرها ... لتكون مكاناً جيداً للعودة كلما أرهقنا السعي من أجل العيش ...
لتخلد أحزاننا لنوم عميق ... لا تجرؤ أيامنا على إيقاظه
...
همسَت إليه : أنتَ كنزِي ... و قد استودعتكَ من خلقكَ ... فامض إلى قدرك ... لكنكَ ستبقى لي ما دمتَ لي .
...
سليمان عباس ... الآن سنبدأ
|
مساء عابق بشذا روح حلقت بنا نحو آفاق
وكل يوم هو بذاته بداية
قد يكون اللقاء فراقا وقد يكون الفراق لقاء
وقودنا الرضى بما كان وما يكون وما هو كائن ماكان لولا ان قيل له كن
نامت الأحزان وهي كنزنا الثمين المجتهد لاستقامتنا او قتلنا
لا ينسينا انفسنا سوى انفسنا
وان وجدنا من يفكر لنا فمن هبات السماء
اتذكره عندما سقط في حجرها اخذت تقلبه
فبداء يضيء شيئا فشيئا
تلتفت حولها
لترى محيطها الذي تذكر تفاصيله قبل ان يحل الظلام
لا زال كل شيء في مكانه
تنظر اليه من اين اتيت وكيف وماذا تريد
ويكتفي بالإضاءة مع كل سؤال بلا جواب
ولسان حاله يقول :
وهل يجب ان اريد كي اضيء
ابعدت يدها عنه فعاد الظلام
اعادت يدها تريد منه ان يضيء ولكن بلا فائده
تحول الضوء الا مرآتها
اقتربت من المرآة عاد الى يدها من جديد فاصبحت تسير في ارجاء الغرفة
حتى استقر نظرها على ورقه فاخذت القلم
وعادت لتكتب الان سنبدأ
ضوء خافت
سنبدأ دائما ولن نتوقف