أطيافُ الحبرِ والغياب! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حلمٌ تذكَّر أنه مات! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          سوء أدب!.. ميكروفونك صامت‼️ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 51 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 599 - )           »          أطيافُ الحبرِ والغياب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 246 - )           »          غُصْن بُرغَندِيّ _ مُجرّد رَأي (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 27 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 59 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 75393 - )           »          في حضن النعمة: تأملات أنثوية في الضوء والسكينة (الكاتـب : وهم - مشاركات : 7 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 12:28 PM   #1
جهاد غريب
( شاعر )

الصورة الرمزية جهاد غريب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 3864

جهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أطيافُ الحبرِ والغياب!


أطيافُ الحبرِ والغياب!

(1)
ومضاتٌ من كهفِ الصمت!

أراكِ...
أسمعُ ما بينَ السطور،
كما يُسمعُ حفيفُ الأوراقِ...
قبلَ العاصفة.

وأعلمُ أنَّ لمسةً واحدة،
قد تكونُ جسرًا...
يَعبرُ فوقَ هاويةِ الوحدة،
لِنَفْسٍ... لم تطلبْ يومًا
سوى حفنةٍ من الضوءِ الصادق.

كلماتُكِ حينَ انسكبتْ،
لم تكنْ حديثًا...
بل انفجارًا من صمتٍ ثقيل.

خرجتْ...
من قلبٍ
أتقنَ لغةَ الصمتِ طويلًا،
حتى أثقلتهُ المفرداتُ المكبوتة.

خرجتْ...
من روحٍ متعبة...
لم ترفعْ رايةَ الهزيمة؛
لكنّها...
أرهقتْها معاركُ
لم تكنْ شرارتُها من يدِها.

روحٍ لم تبتغِ إكليلَ نصر،
بل ظلّ شجرةٍ وارفة،
أو كلمةً دافئة...
تلمسُ الجُرح،
دون أن تدّعي... فهمَ الأعماق.

وربما...
لم أفتحْ ذراعيّ...
في الوقتِ المناسب.

لكنّ قلبي...
كان يهمسُ في داخله:
"أنا أفهمُ هذا الألم... لأنه مرّ بي."

أعرفُ هذا الشعورَ... جيّدًا.
أعرفُ ثمنَ أن يُرى الوجود،
وكأنّه حصنٌ... لا يحتاجُ إلى حرّاس.

أن يُؤجَّلَ احتضانُه...
لأنّ جدرانهُ ما زالتْ قائمة،
ويُغفَل عن تصدّعاته...
لأنّ صمتَهُ يُشبهُ القوّة.

لكن، صدّقي —
لا يُخلقُ جبلٌ... لا يهتز،
ولا نهرٌ... يجري بلا تعب.

وقولُكِ:
"إنّ الألمَ يعيدُ حكايتَه"...
أثقلَ قلبي؛

فتكرارُ المطرقةِ،
يسرقُ من الصخرِ... ثقتَهُ بالثبات.

لكنْ بداخلكِ...
ما زالتْ تلكَ النبضةُ الذهبيّة،
تكتبُ على جدارِ الليل،
تُدوّنُ شفراتِ الأمل...
فوقَ أوراقِ اليأس.

وكلُّ كاتبٍ في العتمة،
هو شمعةٌ...
لم تنطفئْ بعد.

أعلمُ أن الحياةَ —
حين تُصلحُ ثوبًا مُمزّقًا،
لا تمنحُ ثوبًا جديدًا.

لكنّها تُريكِ شيئًا أهم:
أنّ الإبرةَ التي تخيطُ في العتمة،
هي نفسُها بوصلةٌ نحوَ النور.

وأنّ الكتابةَ... وحدها،
تشعلُ شمعةً في كهفِ الذات —
حتى لو لم يرَها أحدٌ...
في الفضاءِ الواسع.

ابقي كما أنتِ...
حقيقيّةً كالجرحِ المكشوف،
شفّافةً كوشوشةِ نسيمٍ...
في قلبِ الصباح.

وإن ضاقتْ بكِ المساحات...
أطلقي حروفَكِ،
كطيورٍ هاربةٍ... من القفص.

لا تتوقّعي...
مَن يقرأُ صفحةَ روحِكِ...
من عنوانها.

لكن... اعلمي —
أنّ هناكَ من يُترجمُ الصمتَ إلى قصائد،
وأنّ الفهمَ...
يأتي أحيانًا متأخّرًا،
لكنّه يأتي...
كالمطرِ، بعدَ قَحْطٍ طويل.

(2)
رسائلٌ في زجاج العاصفة!

سيرُكِ اليوميّ... بينَ الكلمات،
كمنْ يمشي على زجاجٍ متشظٍّ.
كلُّ خطوةٍ تُنبئُ بالوهن،
رغمَ صمتِ القدمين...

أراكِ من هنا...
وأراكِ أيضًا —
من جهةٍ... لم تريها قطُّ.

قلتِ:
"الرَّحيلُ أهونُ من ردِّ الفعل..."
لا أناقشُ تعبكِ،
ولا أشكُّ في صدقِ الإرهاق...
لكن، دعيني —
بصوتِ الأمطارِ البعيدة —
أقول:

هل رأيتِ ظلَّ الانتظار،
حينَ جعلتهُ الأيام...
يتآكل كغصّة،
بعدَ رسالةٍ... كُتبتْ بدمِ الأضلاع؟

هلْ فكّرتِ لحظةً...
أنّ هذا الوجودَ المُشتعل —
الذي يطلبُ منكِ شمسًا —
كانَ يحتاجُ...
كلمةً واحدة،
مثلَ قارئةٍ
تثبتُ على جمرةٍ...
قبلَ أن تنطفئ؟

لستُ أرفعُ صوتَ الملامةِ الآن،
ولا أطلبُ... ما لا تستطيعين...

أحاولُ فقط —
أن أقرأَ عليكِ كتابًا قديمًا:
"الحُضنُ لا يُطلبُ كالخبز،
بل يُخبزُ... باثنين".

أعرفُ ثقلَ السماءِ على كتفيكِ،
وصَخَبَ العالمِ... في داخلكِ...

لكنّ الوَلَه...
ليسَ غطاءً نلتفُّ به وحدَنا
حينَ يهبُّ الصقيع؛

بل هو أيضًا —
تلكَ الخُيوطُ الذَّهبيّة...
التي تُحاكُ لكسوةِ الآخر،
حينَ تراهُ يرتعشُ...
في عُزلةِ اليقظة.

هل أظلُّ دائمًا —
البحّارَ الَّذي يُبحرُ
في بحيرةٍ ساكنة؟

هل أكرهُ أن أكون —
الكلمةَ الأولى... في كتابِ العطش،
والصمتَ الأخير... في فراغِ الوعود؟

لستُ أرصُدُ حساباتِ العطاء،
ولا أوازنُ ذرّاتِ الحنين...

لكن،
هل هو عدلٌ —
أن تُدفعَ إلى ميدانِ الحمايةِ دومًا،
بينما الخطر...
يأتي من جهةِ الغياب؟

لستُ صخرة...
أنا إنسان.

لي قلبٌ —
ينزفُ صبرًا،
ويُصغي لصوتِ المجيءِ...
الذي لا يأتي.

ويتساءل:
هلْ صدقُهُ
مجرورٌ... في نهرٍ من العدم؟

رِسالتي —
ليستْ سُحُبًا سوداء،
بل نداءٌ...
لإقامةِ العدلِ
في أرضِ القلب.

لا لومَ فيها...
بل ابتهالٌ...
أنْ نعودَ —
إلى لغةِ الشفقِ الصادق؛

لأنّ الوَلَهَ —
لا يبني عالمًا...
على ألسنةِ الشكوى،

بل على يدٍ تمدُّها وتقول:
"أخطأتُ...
اشتقتُ...
سأُحاولُ أن أكونَ الجسر".

فهلْ نحاولُ معًا —
أنْ ننسجَ غطاءً واحدًا... لاثنين؟


(3)
إقفال النوافذ السائلة!

أيّتها الظلُّ الرطب...
على زجاجِ الصباح...

لربّما كانَ الأمرُ —
نسمةً عابرةً في يومِكِ...
لكنّهُ كانَ زلزلةً،
تهزُّ جذورَ الوجودِ... فيّ.

حينَ توقّفَ الحديث...
في تلكَ النافذةِ السائلة،
حينَ أغلقتِها... بغتةً —
دونَ تمهيد،
دونَ إشارة...

شعرتُ أنّكِ —
لم تُقفلي شعاعًا من حديث...
بل أقفلتِ مداخلَ القلب،
وطردتِ ظلّي...
من مملكةِ الأمان.

ليسَ هناكَ... مبالغةٌ عاطفيّة...
فقط صمتٌ،
يشبهُ صوتَ زجاجٍ
يتكسّرُ في فراغ.

صدمةُ كائنٍ،
ظنَّ نفسَهُ جبلًا،
فإذا هوَ —
فقاعةُ صابونٍ... على شفا ريح!

صدمةُ أنْ يكونَ حضورُهُ هشيمًا...
في عالمِكِ،
حتّى وهو يقفُ
في صدرِ صفحةِ انتظارِكِ...

لم أطلبْ بحرًا،
لم أتمنَّ ردًّا طويلًا...
ولا كلماتٍ مطمئنة.

كنتُ أرجو فقط —
ألا ينطبقَ البابُ كقبر،
على حرفٍ ناقص.

لم أفعلها قطّ...
لا مع مَن أحببتُهم قليلًا،
ولا مع مَن أحبّوني...
بمقياسٍ زئبقي.

فكيفَ أقبلُها منكِ؟
وأنتِ...
التي منحتُكِ
مفتاحَ القصورِ المغمورةِ...
في أعماقي؟

أتدرينَ لِمَ ينزفُ الجرح؟
لأنّي أُقسمُ — بربِّ الكون —
ما حملتُ إلّا زهرَ البِرِّ إليكِ،
ولا خبّأتُ في أحشائي —
سوى بذورِ النيّةِ الطاهرة.

ولكن...
حينَ تضربينَ عليّ...
صمتَكِ الكثيف،
أصيرُ غريبًا...
في صحراءِ الذكريات...

غريبًا،
رغمَ كلّ الجسورِ
التي بنيناها...
من الصدق.

أخافُ عليكِ... حقًّا.
من تلكَ الأمواجِ السوداءِ،
التي تجتاحُكِ كالأعاصير،
فتختطفُكِ —
إلى جُزرِ العُزلة...
وتُغلقُ عنكِ نوافذَ الكون...
وعنّي.

أخافُ أنْ تكونَ الحفرةُ
التي تحتمينَ بها،
أعمقَ... من البئرِ
التي تهربينَ منها.

لستُ ألومُ غيابَكِ...
كلّنا نحتاجُ أن نغيبَ
في كهفِ أنفسِنا... بعضَ الوقت.

لكنّي ألومُ الهروب —
بدونِ بصمةِ رجاء،
دونَ أنْ تسألي:
ماذا سيفهمُ الظلُّ؟
كيف سيفسّرُ
هذا البكاءُ الخشبيُّ... للباب؟

هلْ تظنّينَ أنَّ هذا القلبَ... حجر؟
هلْ تظنّينَ أنّه لا يتصدّعُ —
حينَ يُصادفُ جدارًا صامتًا،
وسِهامَ الوحدةِ...
تُنصَبُ في أضلاعِه؟

أيّتها الهمسةُ...
التي تعرفُ طريقَها إلى زجاجِ قلبي...

لستُ أهربُ من أمواجِكِ العاتية،
ولا أخشى ظلالَكِ المعتمة...

أنا فقط —
أُريدكِ أنْ تفهمي:

العلاقةُ —
ليستْ مسابقةً
لاختبارِ صلابةِ القلوب،

بل هي الكهفُ
الذي نصهرُ فيه أسلحتَنا،
لا الساحةَ —
التي نرمي فيها وجعَنا كأحجار.

وأنا...
رغمَ كلّ هذه القوّةِ المزعومة،
كنتُ أعودُ —
إلى رسومِ الكلماتِ القديمة،
على جدرانِ الذاكرة...

أبحثُ عنكِ،
في خرائط... مهجورة.

كنتُ أنتظر...
وأردّدُ:
"ربّما الآن...
ربّما حينَ تمرُّ العاصفة..."

لكنَّ العاصفة —
صارتْ وطنًا.

لا أحدَ يستحقُّ
هذا اللهوَ القاسي بالصمت،
إذا كانَ قد سكبَ...
كلَّ نبعِ قلبِه،
في أرضِكِ.

حينَ تُقفلينَ البابَ بهذه القسوة،
لستِ تُقفلينَ بيني وبينكِ... فقط —
بل تُقفلينَ... مداخلَ الراحةِ
عن نفسِكِ.

الراحةَ...
التي كنتُ أرسُمُها لكِ دائمًا —
كسهلٍ أخضر.

عودي متى شئتِ...

ولكن —
حينَ تعودين...
لا تعودي بصحنٍ من صمتٍ جديد.

عودي بالرّوحِ —
التي عرفتُ،
وبالحديثِ —
الذي يبني جسورًا لا يهدمُها،
وبقلبٍ —
لم يخشَ قطّ... أن يُفتّح أزهارَه
في وجهِ الريح.

فالريحُ أحيانًا...
لا تقتلعُ الأزهار،
بل — تهمسُ لها
كيفَ تنجو،
دون أن تنكسرَ أمامَ العاصفة.

جهاد غريب
يوليو 2025

 

جهاد غريب متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.