ظــــلام جائع !

[محمود الجندي]

هل ضوء عود ثقاب وحيد مشتعل
بين ردهات بقايا أطلال
وطن مهتريء
كفيل بــ أن يجعلنا
نرى الحقائق بوضوح و نتأمل النسور حين تخفق زهواً
تحلق نحو الأفق الرحيب
و تبدد هذا الظلام الحالك الجائع العميق !




رؤية نورس النيل

 

[محمود الجندي]

و
أنا الذي لم أنحني أبداً أمام رياح الفقد العاتية
ربما تقوس ظهري قليلاً
و لربما على الأرصفة بدت أوراق زماني متهالكة
لكن حين هبت عواصف الفقر مزقت الأشرعة
و كسرت مجداف ملاح السفينة و زجاج المشربية
فــ أين انتم يا قاطني أعالي القصور العثمانية !

 

[محمود الجندي]

و
ماذا تُخبيء لي
تحت ردائك أيها الجلاد
التهمت الأفاعي عظام عُصفورتي اليتمية
و الحلم الرمادي
أراه و قد مات رضيعاً تحت عجلات الزمن السحيق!

 

[محمود الجندي]

ماذا تخبيء لنا تحت ردائك أيها الزمان
و ماذا تبقى لنا من أرض الشُرفاء
سوى شظايا زجاج منثور فوق الرماد
فـ أخبرني كيف
ننجو من شظايا هلعٍ ...َحطمت نوافذ الأفراح
و استقرت في صدور البؤساء !

 

[محمود الجندي]

دُهست تحت أقدام الخيول الهرمة بقايا الأحلام
و لم يُترك للمواطن الغلبان في مربع الأيام
سوى رائحة الأحزان
عالقة في معطف الأوهام
لـ تبقى معادلات صفر الإتزان
تبحث لها عن حل فتاك في غواية غراب
بواري به سَوْءة أخيه الإنسان
من فتنة خنفساء و هي تتلون كـ الحرباء
أو
في قذيفة لاعب كرة تسكنُ بين الشِباك !

 

[محمود الجندي]

ما بين دوائر المتشدقين بالحريات
و مربعات القابضين على جمرات الروحانيات
تم تحطيم كافة مربعات منطومة القيم و الأخلاق
حتى تم تحرير كرات اللهب الأسيرة تحت رماد الذكريات
فـ انفرط عُقد مملكة الأجداد
و تناثرت حباته على أرصفة المبررات
تارة يتعرى المجتمع من كل شيء بداعي تغير الأزمان
و تارة نملأ مساحات الإعلام بظلمة الأفكار
من أشباه الرجال و ربائب الخنفساء
بـ وله التقبيل الأعمى لـ تراب داعاة تغريب الأوطان
حتى صنعوا لنا مربعات من مساحيق و بويات
و يطلبون منا أن نتخندق فيها طلباً لنور الإلهام
فـ حاش لله أن تكون مربعات الخيانة
مصنعاً لتفريغ الرجال !

 

[محمود الجندي]

أرتبُ لحظاتي كـ من يتحسس تضاريس جرح عميق
أهندم صباحي فسيفساء فرح قريب
عبثاً ألقي بـ حجر النرد في الركن البعيد
أدرك أنه قد يأتي برقم خلاف الصفر و بـ نور اليقين
فـ حين يكون تلاقي الخطوط المتوازية شيء من درب المستحيل
محال أن أركض في المدى و عصفور الفرح ذبيح !

 

[محمود الجندي]

المشهد الأول

خلف خط البداية لسباق الأمتار الأخيرة
رأيتُ الجياد
و قد اصطفت استعداداً لـ انطلاقة السباق
و اصطفت الجموع على الجانبين من
الجمهور العاشق
لرؤية أجمل و أمتع اللحظات
لحظات الأمتار الأخيرة لسباق الديناصورات!

المشهد الثاني

نبلاء و أثرياء العرب
امتطوا صهوة الجياد برفقة حاشية مهيبة
ينتظرون بشغف و يتأملون موعد اطلاق رصاصة الرحمة
على قلب ما تبقى من قيم الأوطان !

المشهد الثالث

عشائر و أعيان القبائل
يمتطون صهوة العجائز
يقطعون المسافات سريعاً
عبر قفزات أرانب مصابة
بداء الخنوع و الخضوع و التبعية
يلهثون خلف فرسان هذا الزمان
يختبئون خلف غُبار الأحقاد
و فقط
لـ إجهاض ثورة السحالف !

المشهد الرابع

فقراء الأمة
يمتطون ظهور السحالف الصغيرة
يدافعون عن ما تبقى لهم من أحلام بسيطة
بصدور عارية إلا من
آثار ندبة عميقة لجرح غائر
من لطمة جائر
رفعه في وجه مُواطن
لـ يفصيه عن سباق عادل
للحصول على كِسرة خبز يسد بها رمق طفل جائع
و لسان حاله يقول :

أنتَ أبها الفارس النبيل الخاسر الوحيد في معركة هوامير الفساد !