ظلال تحترق | محمد البلوي - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3922 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 2922 - )           »          لَفَتات >> في آيات (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 999 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 6130 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75399 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 609 - )           »          نصوص بلا أجنحة ..🪽🪽 (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 15 - )           »          في حضن النعمة: تأملات أنثوية في الضوء والسكينة (الكاتـب : وهم - مشاركات : 10 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 123 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-30-2009, 08:27 PM   #17
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي بعيدً منَّا .. نقفُ نحن




غاية
ما أستطيعُ أنْ أفعله،
حين أغضبُ منكِ،
أنْ أغمضَ عينَيَّ عليك!.











 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-30-2009, 08:35 PM   #18
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي حروف رُفِعَ عنها القلم


الحُرُوفُ: سِهَامٌ مُوَجَّهَةٌ
قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ غَايَاتهَا، وتُصِيْبَ أَهْدَافَها، تَنْفُذَ مِنْ خِلَالِنَا؛ فَنَتَأَلَّم
- حَتَّى ونَحْنُ نَكْتبُ الفَرَحَ، ونَخُطُّّ السُرُورَ فَوْقَ السُطُورِ؛ نَتَأَلَّم -
فَكَيفَ .. إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الحُرُوفُ - أَصّلًا - حُرُوف أَلَم !!
أَوَلَا تَسْتَحِقُ - مِنَّا - أَنْ يُرفَعَ عَنْهَا القَلَم ؟

نُقْطَةُ تَمَاسٍ .. وَلَا مَسَاس
لِأَنِّيَ رَجُلٌ لَا يَحتَمِلُ الرَّفْضَ؛ وَلَا يَتَحَمَّلهُ، سَأُدَحرِجُ إِلِيكِ الكَلِمَاتَ كَكُرَةِ احتِمَالَات؛ تَبْدَأُ بِـ (قَد)، وَتَنْتَهِي بِـ (مَاذَا لَو)، وَ(عَلَى فَرَض)، وَسَأَهمِسُ فِي أُذُنكِ بِسِرٍّ صَغِير، قَد يَسْرِي فِي عُرُوقكِ؛ فَتَتَفَتـَّحُ لَهُ وُرُودُكِ، وَيَخْضَرُّ عُوًدُك، وَقَد يَشْرَبُ صَيْفُكِ كُلَّ غُيُومِ شِتَائِي؛ فَلَا يَجِدُ رَبِيعِي قَطْرَةَ مَاءٍ يَسْتَقبِلُ بِهَا خَرِيفَ العُمْرِ _حِيْنَ يَحِلُّ_ بِوَرَقَةٍ خَضْرَاء.

مَاذَا لَو كُنْتُ أُحِبُّكِ فِعلًا؟ مَاذَا لَو كَانَ كُلُّ مَا كُنْتُ أَقُولهُ لَكِ _عَن الصَدَاقَةِ الَّتِي تَربِطُنِي بِكِ_ مُجَرَّدَ كَلَامٍ أَحتَالُ بِهِ عَلَى مَشَاعِرَ أُخرَى تَسْكُننِي، وَتَطلُبكِ؟
هَلْ سَتَمْنَحِيْنَنَي فُرصَةَ الوُلُوجِ _مِنْ سَمِ الخِيَاطِ_ إِلَى عَالَمكِ؟ أَمْ سَتَتَرُكِيْنَنِي مُعَلَّقَـًا عَلَى مَشَاجِبِ الوَقتِ؟ مَشّبُوحَـًا عَلَى مَفَارِقِ الصَّمْتِ؟ كَنُقْطَةِ تَمَاسٍ بَيْنَ دَائِرَتِيْنِ كِلتَاهُمَا تَرفُضنِي: عَالَمُكِ، وعَالَمِي.

إِنْ اعتَرَفت؛ فَلَنْ أَعُودَ أَبَدَاً كَمَا كُنت، أَو إِلَى حَيْثُ كُنْت، وَلَنْ نَعُودَ_أَبَدَاً_ كَمَا كُنَّا، أَو إِلَى حَيْثُ كُنَّا، فَإِمَّا أَنْ يَحتَوِينَا الحُبُّ .. وَيَقبَلنَا، وإِلَّا فَسَتَلفظنَا الصَدَاقَةُ .. وَتَرفُضنَا.
وَعَلَى فَرَضِ أَنِّي اعتَرَفت، وَأَنَّكِ جُنِنتِ .. وَقَبِلتِ؛ فَلَا الجُنُونُ يُدنِينِي مِنكِ، وَلَا العَقلُ يُقْصِينِي عَنْكِ، وَقَدَرِي وَقَدَرُكِ أَنْ يَمُوتَ الأَمَلُ بَينَنَا، قَبْلَ أَنْ يُولَدَ _مِنْ رَحِمِ المُحَال _ حُبّّنا، لِنَبقَى كَخَطَّينِ مُتَوَازِيَين، يَسِيرَانِ _جَنْبَاً إِلَى جَنْبٍ_ في الاتِجَاهِ ذَاتِه، وَلَكِنْ .. لَا يَلتَقِيَانِ أَبَدَا.

لِذَا .. دَعِينِي أَحتَرِقُ بِصَمْتِي، وَتَشَاغَلِي عَنِّي بِتَخْمِيْنِ مَا كَانَ سَيَقُولهُ لَكِ قَلْبِي؛ لَوْ قُدِّرَ لَهُ أَنْ يَعتَرِف، وَلَوْ قُدِّرَ لَنَا أَنْ نَلتَقِي فِي غَيرِ زَمَانٍ وَمَكَان، قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان، وَحَسبِي وَحَسبُكِ _مِنْ حَظِّي وَحَظّكِ_ أَنْ التَقَى حَرّفِي بِحرّفكِ فَوقَ الأَورَاق، وأَنْ عَانَقَ خَطِّي خَطّكِ رُغمَ الفرَاق. حَسبِي وَحَسبُكِ مِنْ دُنيَا الحُبِّ، سَعَادَةُ حُرُوفنََا، رُغمَ شَقَاءِ رَوحَينَا.


لَا مَفَرّ
أَسئِلَةٌ كَثِيرَةٌ تَدُورُ حَولَكِ، وإِجَابَاتٌ أَكثَر تَقُودُنِي إِليكِ، وأَعلَمُ أَنَّكِ شِقُّ مُعَادَلَةٍ لَا تَكْتَمِلُ إلَّا بِي، ورَقمٌ صَعبٌ لَا يَقبَلُ القِسمَةَ إلَّا عَلَيَّ، ولَكِنَّكِ تُصِرِّينَ _وأَنتِ تَجتَاحِينَنِي_ عَلَى أَنَّكِ لَا تَحتَاجِينَ إِليَّ، وأَنَا أُصِرُّ _رُغمَ إِصرَاركِ_ عَلَى أَنِّي نُقطَةُ ارتِكَاز قَلبكِ، كُلَّمَا حَاوَلَ أَنْ يَرسمَ دَائِرَةً لِلحُبِّ انطَلقَ مِنِّي، وَدَارَ حَولِي، فَلَا تُعَانِدِي قَلبَكِ بِعَقلكِ؛ فَكِلَاهُمَا يُحِبُّنِي.


عَقْلِي يُحبُّكِ
بَينِي وَبَينكِ .. نَافِذَةٌ لَا أُغلِقُهَا أَبَداً، وَبَابٌ لَا أَسُدُّهُ مَهْمَا تَحَدَّانِي العَقلُ .. وَعَانَدَنِي، وَمَهْمَا تَبَدَّى لِيَ اليَأسُ .. وَرَاوَدَنِي عَنْ نِسيَانكِ، وعَقلِي _لَو تَعلَمِينَ_ لَيسَ ضدّكِ، ولَكِنَّهُ يَظُنُّ بَأَنَّهُ يَحمِينِي مِنْكِ، ومَنْ الحُبِّ، ومِنِّي، ويَزّعُمُ أَنَّهُ يُدرِكُ _أَكثَرَ مِنْ قَلبِي_ أَنَّ تَعَاسَتنَا سَبَقَتْ سَعَادَتنَا بِخَطْوَة، وَأَنَّ نِهَايَتنَا فَاتَتْ بِدَايَتنَا بِفُرصَة، وَيَجزُمُ أَنَّهُ _مِثل قَلبِي_ يُحبّكِ، وَيَنفِي عَنْ نَفسِهِ تُهْمَةَ أَنَّهُ يُنَاصِبنِي وَينَاصِبكِ العَدَاء.


مُحَاوَلَةٌ لِإحرَاقِ ذَاكِرَة
حِيْنَ افتَرَقنَا _أَتَعلَمِينَ بِأَنّا افتَرَقنَا؟_ غَافَلَنِي قَلبِيَ المُشتَاق؛ تَسَلّقَ ضُلُوعِي، وَقَفَزَ مَسَافَةَ عِشرِينَ جَرحَاً لِلوَرَاء .. بَحثَـًا عَنكِ، وأَظُنُّهُ _مُذ تِلكَ اللحظَةِ_ مَا زَالَ عِندَكِ، وأَظُنُّ بِأَنَّ الذِي يَنِبضُ بَيْنَ ضُلُوعِي _الآنَ_ هُوَ قَلبكِ .. أَو مَا يُشبِهُ قَلبك.
حِينَهَا .. سَكَبتُ عَلَى نَفسِي دَمعَتَين، وأَشعَلتُ نَارَ النِسيَانِ فِي ذَاكِرَتِي، احتَرَقَت الذَّاكِرَةُ وتَفَحَّمَتْ، ومَع ذَلِكَ .. لَمْ أَنسَّ شَيئَا! فَقَط .. كُلُّ مَا نَسِيتُهُ: أَنَّنِي أَحرَقتُ ذَاكِرَتِي فِي وَقتٍ مَا.
والآن .. حِينَمَا يُخَاصِمنِي قَلبِي أُصَالِحهُ بِحُبّكِ، يَرضَى _فَقَط_ لِأنِّي أُحبّكِ، وحينما يُجَادِلني عَقلِي أُمَنِّيه بِهَجركِ، يَسكُتْ عَلَى أَمَلِ أَنِّي سَأَهجُركِ، وبَيْنَ الحُبِّ وَاللاحُبّ: تُؤَرجِحنِي المَشَاعِر، وتَتَقَاذَفنِي الأَفكَار؛ أُحِبّكِ .. لَا أُحبّكِ، أُحِبّكِ .. لَا أُحبّكِ، لَا أُحِبّكِ .. لَا أُحِبّكِ .. أُحِبّك، كُلَّمَا حَاوَلَ عَقلِي أَنْ يُغلِقَ نَافِذَةً لِلحُبِّ تُطِلُّ عَلَيكِ، فَتَحَ قَلبِي بَابَاً لِلشَوقِ يُؤَدِّي إِليكٍ، وَرُبَّمَا .. هَدَمَ _بِفِعلِ الجُنُونِ_ جِدَارَا.
الجُنُون .. مَطلَبُ قَلبِيَ المَجنُون ليُحِبَّكِ بِجُنُون، والمَعقُول .. شَرطُ عَقلِيَ المَقبُول لِيُفَكِّرَ فِي حُبّكِ، وكِلَاهُمَا _يَا صَدِيقَتِي_ يُفَكِّر، وكِلَاهُمَا يَشعُر، لَكِنَّ .. أَحَدهُمَا يُقدِّمُ الشُعُورَ عَلَى التَفكِير، والآخَرَ يُؤَخِّرهُ، وحِينَمَا يَتَعَلَّقُ الأَمرُ بِكِ يَتَجَاوَزهُ.
وَأَنَا .. أَعجَبُ مِمَّنْ يَقُول: أَنَّهُ أَحَبَّ _أَو يُحِبّ_ بِلَا تَفكِير! وَهَلْ الحُبّ _فِي مُعظَمِ أَحوَالِه وَأَحيَانِه_ إِلَّا التَفكِير! وَهَلْ يَملِكُ المُحِبّ إِلَّا أَنْ يُفَكِّرَ فِيْمَنْ يُحِبّ! وَفِيمَا يُسعِدُ مَنْ يُحِبّ! رُبَّمَا أَكُونُ مُخطِئَـًا! وَلَكِنِّي _فِي مُعظَمِ الأَحوَالِ وَالأَحيَانِ_ أُفَكِّرُ فِيكِ.

مُحَاوَلةٌ أَخِيرَة
لِلذَاكِرَةِ أَبوَابٌ كَثِيرَةٌ تُؤَدِّي إِلَى النِسيَان، تُغلَقُ جَمِيعهَا فِي وُجُوهِنَا إِنْ تَعَمَّدنّاه، لِذَا .. سَأَتَغَلَّبُ عَلَيكِ بِكِ، وأَنتَصِرُ عَلَى ذَاكِرَتِي بِالتَذكَار؛ سَاُحبّكِ أَكثَر، وأَتَذَكَّركِ أَكثَر؛ لِأسلُوكِ وأَنسَاكِ، وَلَيتَنِي أَفعَل .. لَيتَنِي أَفعَل.

 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2009, 09:12 AM   #19
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي دعوتان: دعوة للحياة، ودعوة للموت


دَعوَتَان: دَعوَةٌ لِلحَيَاة ، ودَعوَةٌ لِلمَوْت

دَعوَةٌ لِلحَيَاة:

تَسْبِقُنِي دَمْعَة .. وتَتْبَعُنِي دَمْعَتَان
جِئتُكِ _والحُزنُ قلبي_ هَاربًا مِنْ حُزنِ قلبي .. وعلى شَفَتَيَّ سُؤَال:
أتُرَانِي أبحَثُ فِيكِ عَنِّي .. أَمْ أَبحَثُ فِيَّ عَنكِ .. أَمْ كِلانَا يَبحَثُ في الآخَرِ عَنْ النِسيَان؟.

يا سَيِّدَةَ الصَّمتِ المُعَطَّرِ بأَنفاسِ الكَلام:
مُنذُ بِدَاياتِ النَبضِ .. وأَنا أَفرُّ مِنْ قَلبٍ إلى قَلبٍ .. ومِنْ حُبٍّ إلى حُبٍّ .. بَحثًا عَنْ شَيءٍ مَا .. لَستُ أَدريه .. لكنِّي أَحتاجُ إليهِ .. كَمَا يَحتَاجُ العُصفُورُ لِجَنَاحِيهِ .. كَي يَعُودَ _مُحلِّقًا_ إلى عُشِّهِ في المَسَاء.

الأفقُ خَطوَتَان:
خَطوَةٌ تَقُودُنِي إليكِ .. وخَطوَةٌ تَأخُذُنِي بَعِيدًا عَنْكِ
وأَنا مُحتاجٌ لأَنْ أكونَ مَعَكِ .. لأَنْ تكوني مَعِي .. لأَنْ نَكُونَ مَعًا؛ كَيّمَا أَعُود إليَّ .. تَعُودِين إليكِ .. نَعُود إِلينَا .. مِنْ غُربَةِ البَحثِ عَنْ فَرَاشَاتِ فَرَحٍ .. وحَمَائِمِ سَلامٍ .. كُنَّا _ومَا زِلنا_ كَالمَجَانِينِ نُطَارِدُهَا بِشِبَاكِ الوَهْمِ في مُدُنِ الأحلامِ والخَيَال.

يَدَايَ وردَتانِ .. وعَيناكِ شَمعَتان
فَفِيمَ الانتِظَارُ .. يَا مِسكَ الخِتَام ؟
والعُمرُ لَحظَتَان:
لَحظَةٌ تَمْضِي .. ولَحظَةٌ قد لا تَأتِي
فَتَعَالي نُزيِّنُ صَدرَ السَمَاءِ .. وجِيْدَ المَسَاءِ .. بالعِطرِ والضِيَاء
تَعَالي نَفتَحُ في جِدَارِ المُحَالِ .. نَافِذَةً لِلحُبِّ .. ونَافِذَةً لِلوِصَال
أَحِبِّينِي الآنْ
بِكُلِّ مَا فِيكِ .. بِكُلِّ مَا لدَيكِ مِنْ حُبٍّ .. أَحِبِّينِي الآنْ
كُونِي صَديقَتِي .. كُونِي رَفيقَتِي .. كُونِي حَبِيبَتِي .. كُونِي مَا شِئتِ .. ولَكِنْ .. أَحِبِّينِي الآنْ
لا تَخنقِينِي بالسُؤَالِ عَمَّا كَانَ .. وعَمَّا سَيَكُون
لا تُغرِقِينِي في بَحرٍ مِنْ الخَوْفِ والظُّنُوْن
دَعِي الشِرَاعَ لِلرِيَاحِ .. واترُكِي لِلمَوجِ المِجدَاف
ولنْ يَخُونَكِ البَحرُ .. ولنْ تَخذِلَكِ الرِّيَاح.
..

دَعوَةٌ لِلمَوْت:

لَنْ أَبكِيكَ .. فَلا تَكتُبني
لا دُمُوعِي سَتُطَهِّرُكَ .. ولا حِبرُكَ سَيُذِيبُ حُزنِي.

يَا رَجُلاً يَحمِلُ في قَلبِهِ أُرجُوْحَةَ أَحلامٍ، ويُخَبِّىءُ في كَفِّهِ عُنقُوْدَ آمَالٍ .. لِكُلِّ وَاهِمَةٍ هَائِمَةٍ تَحلُمُ بِالطَيَرَانِ .. ويُغرِيهَا التَّحلِيقُ بِلا جَنَاحٍ فَوْقَ غُيُومِ الخَيَالِ .. بَحثًا عَنْ كَرمَةِ وَهْمٍ .. أو عَنْ عُنقُوْدِ سَرَابٍ:
أَجِئتَ بَعدَ مَشِيْبِ الزَّهْرِ .. وانحِنَاءِ الظِلِّ .. تَخطِب وِدِّي !
أَجِئتَ بَعدَ فِرَارِ المَوْجِ .. وارتِحَالِ البَحرِ .. تُشَرِّع حَظِّي !
مَاذَا أُعطِيكَ .. والمَوْتُ كَفِّي !
وكَيفَ ألقَاكَ .. والأَمسُ دَرّبِي !
عَينَايَ تَحتَ التُرَابِ .. وقَلبِي
وأَنَا شَجَرَةٌ بِلا أَغصَانٍ .. تَتبَعُ جُذُورَهَا نَحوَ الأَعمَاقِ .. بَحثًًا عَنهُمَا وعَنهُ
يَعبُرُ (الأَحيَاءُ الأَحيَاءُ) بَوَابَةَ المَوْتِ نَابِضِينَ بِالحَيَاة
ويَبقَى (الأحيَاءُ الأَمْوَاتُ) مِثلِي
مُكبَّلِينَ بِالمَوْتِ على قَارِعَةِ الحَيَاةِ .. بِلا حَيَاة
يَلتَفِتُ المَوْتُ نَحوِي
يَنزِعُ مَا فِي صَدرِي مِنْ صَبر
ثُمَّ .. يَترُكنِي ويَمْضِي .. زَاهِدَاً فِيمَا تَبَقَى لَدَيَّ مِنِّي
تَلتَفِتُ الحَيَاةُ نَحوِي
تَزَاوَرُ عَنِّي ذَاتَ اليَمِينِ .. وتَقْرِضنِي ذَاتَ الشِمَالِ
ثُمَّ .. تَستَقِيمُ وتَمضِي .. رَاغِبَةً عَنِّي إِلى غَيرِي
عُمْرِي صَفحَةٌ سَوْدَاءَ .. يُؤَطِّرُهَا الفَقْدُ مِنْ كُلِّ اتجَاه
وحَظِّي ظِلُّ قَلَمٍ يَتَخَبَّطُ فَوْقَ سُطُوْرِ الحَيَاةِ .. بَحثًا عَنْ مَعَانٍ جَدِيدَةٍ لِلحُزنِ .. لَمْ تَقُلهَا مِنْ قَبل دَمْعَةٌ .. ولا بَاحَتْ بِهَا لِلنُورِ نَظرَة
فَدَعنِي لِظُلمَةِ القَاعِ .. دَعنِي لِمَوتِي
أَعصرُ لِلرِّيحِ حُزنَ قلبي .. وأُهَيِّىءُ لِلطَيرِ خُبزَ رَأسِي
دَعنِي .. فَمَا تَحتَ الثَّرَى .. أَعَزُّ وأَغلَى عَلَيَّ مِمَّا فَوْقَهُ .. ومِنكَ .. ومِنِّي.

 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2009, 08:46 PM   #20
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي الكتابة بالحبر السرِّي


الكتابة بالحبر السرّي


قد يلمحونكِ بين سطوري
قد يعرفونك
قد يمسكون بطرف الخيط المؤدي إليكِ
وكلّ خيوطي تُنسَج حولك
قد يكشفون وجه التشابه بين دموعي وبين عيونك
قد يربطون - بكل ذكاءٍ - بين جنوني وبين ذهولك
قد يحرجونكِ .. قد يجرحونكِ
قد يقرؤون عليك حروفي كي يستبينوا ردة فعلك
قد يسألونكِ عني مراراً كيما تثوري، وينطق صمتك :
فضحتني ويحك ! .. فضحتني ويحك !

نقطة حرصي
أني أحبك
وأني أحاول - بكل الوسائل - أنْ لا أقول بأني أحبك
كي لا أميط لثام التساؤل - رغم المشاعر - عني وعنك

نقطة ضعفي
أنتِ وحرفي
لحرفي مدادي .. لروحك ودّي
أنت قصيدي .. وقصدي أنت
فماذا أقول .. إنْ لم أقلك ؟!

كيف أحبك .. وأنكر حبك ؟!
وحرفي يفضح سرّي وسرّك

أنت نعيمي
وصمتي جحيمي
دعيني أخلّص نفسي بنفسي
دعيني أثرثر
دعيني أفضفض
دعيني أنفّس عما بقلبي
دعيني أقولك شعراً، ونثراً
دعيني أحبك روحاً، وحرفاً

تعبتُ
كفاني أناقضُ نفسي
أغالطُ فيكِ يراعي، وطرسي

إلام أقارعُ صوتي بصمتي !!
إلام أجالدُ سرّي بصبري !!

ماذا يضيركِ إنْ يقرؤوك ؟!
ماذا يهمّكِ إنْ يعرفوك ؟!
أليس المراد أنْ لا تظلي
ظلاً لحرفي .. وحرفاً لظلي ؟!

ممَّ تخافين ؟!
وخوفي عليكِ
أشدُّ وأبلغ مما لديك

إنْ يقرؤوكِ .. إنْ يعرفوكِ .. إنْ يسألوكِ
قولي : يُحبني

قبل الختام

عند الكلام
سأرخي عليكِ ستار ظلام
وأمنح نفسي ضوء النهار

عند الكتابة
سأكتب عنكِ بحبرٍ سرّي
وأترك سرّي مشاعاً لحرفي .. دون ستار

مسك الختام

حدسُ القارىء
ليس جريمة
حين يلامس وجه الحقيقة
ولستُ المذنب
حين يقودهُ حرفي إليكِ
ليرضي فضوله

 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2012, 11:45 PM   #21
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي هذا أنا أو أنا / محمد البلوي





يقولون: قَتَلَتْهُ رصاصةٌ في الصدر.
والرصاصةُ بريئة، والقلبُ أيضًا،
وكذا القاتل،
وأَمِيلُ إلى اتهام القائل.


***
محمد البلوي
يتبع ...







 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2012, 11:52 PM   #23
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي





أرسمُ شمسًا؛ ثمَّ أطفئها
أرسمُ قمرًا؛ ثمَّ أمحوه
أرسمُ قاربًا؛ ثمَّ أغرقه
أرسمُ بابًا؛ ثمَّ أغلقه
أرسمُ قلبًا؛ ثم أنساه
أرسمُ امرأةً؛
فأتذكَّرُ القلبَ، وأفتحُ البابَ، وأنقذُ القاربَ، وأسترجعُ القمرَ، وأشعلُ الشمس، ثمَّ أتعلَّقُ بضفيرتي المرأةَ؛ وأنامُ كطفلِ مُجهد.

***
محمد البلوي
يتبع ..




 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2012, 11:55 PM   #24
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي





نعم؛
لقد رسمتُ مدينة ما، على جدار ما، في يوم ما، ثمَّ محوتها؛ مخافة أنْ يُدمِّرها الزلزال.
ونعم؛
لقد تخلَّصتُ من جميع السكان، واحتفظتُ بحبيبتي فقط.
ونعم؛
حبيبتي هي الفاتنة التي فتحت لكم الباب عندما دخلتم الفكرة، ثمَّ عادت إلى مكانها المُعتاد في اللوحة المُعلَّقة على الجدار.

***
محمد البلوي
يتبع ...




 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.