اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالناصر الأسلمي
عقّدتهم الهمزة
عدد لا بأس به من الكتاب الذين فضلوا الكتابة في المنتديات الأدبية أصبحوا مدعاة للضجر من القراء والمتابعين لفقراتهم الأدبية المكتوبة فتجد أن الكاتب أو الكاتبة مندفع أو مندفعة في نقد ظاهرة ما أو حالة أدبية أو اجتماعية يريد إصلاحها أو إن البعض يبث همومه وشجونه في المنتديات المفترض كونها أدبية خالصة لكنهم يغيظون أم اللغة العربية بكتاباتهم الهشة والملأى بالأخطاء الإملائية الممجوجة ففي إحدى المرات قرأت مقالا لكاتبة بدأته بآفة الهمزة حيث عنونت مقالها هكذا
( لا تريقوا دماؤنا العربية ) .
هذا عنوان لمقال كتبته كاتبة في أحد المنتديات .. أنا بصراحة ضجت روحي من هذا الخطأ ، فكيف سمحت تلك الكاتبة لنفسها أن تهدم قواعد متوارثة في اللغة العربية بهذا الخطأ الفج ، إذ من المفترض أن تكون الهمزة منصوبة وبالتالي فإنها تكتب على السطر لا أن تكتب بالرفع ، وليت الأمر توقف عند هذا الحد فالهمزة باتت عقدة لجموع غفيرة من الكتاب لم يعرفوا متى تكتب بالنصب أو الجر أو الرفع ومتى تكون فوق الألف ومتى تكون تحته لكن من يرى الأخطاء التي يقع بها من يعتقدون أنهم كتابا عظاما يغفر لتلك الكاتبة ما اجترحته من سوء بحق اللغة العربية .
.....
جمهرة المطلبين للكاتبة ( أنثى )
في الحقيقة إن ما يؤرق العقل والتفكير جماهير المطبلين والذين يتهافتون على أي مادة بالتشجيع ولا بأس إن قلنا بالنعيق لمجرد أن تذيل باسم أنثى أو أن تكون صاحبة المقالة أو لنقل المقطوعة الأدبية أنثى ، أنا أتساءل حقيقة ما الذي يجبر أناسا يدعون الثقافة بالتصفيق والتملق للكاتبات دون قراءة فحوى ومضمون القطع الأدبية المكتوبة ؟؟ ما السبب وكيف يفكر أولئك مدّعو الفطنة الأدبية في امتهان كرامة الحرف لنيل رضى أنثى عادية وحتى لو كانت فاهمة بعض الشيء فإن الأمر لا يصل لدرجة التميز والقدرة الفريدة في الطرح ؟؟ من يريد أن يتحقق من هذه الظاهرة ما عليه إلا أن يتصفح أي منتدى يختص بالشعر والأدب ليرى الطامة تلو الطامة
......
المتنبي عالم لغة
المتنبي خلاصة الثقافة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة. هذه الفترة كانت فترة نضج حضاري في العصر العباسي ، وهي في الوقت نفسه كانت فترة تصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العالم العربي وقد حصل للمتنبي في عنفوان حياته عدد من المواقف التي اثبتت علو كعبه في اللغة والبلاغة إذ يذكر من سرعة جواب المتنبي وقوة استحضاره أنه حضر مجلس الوزير ابن خنزابة ، وفيه أبو علي الآمدي الأديب المشهور، فأنشد المتنبي أبياتًا جاء فيها :
إنّمَا التّهْنِئَاتُ لِلأكْفَاءِ.... ولمَنْ يَدَّني مِنَ البُعَدَاءِ
فقال أبو علي : التهنئة مصدر ، والمصدر لا يُجمع !
فالتفت المتنبي للذي يجلس بجواره فقال : أمسلم هو ؟
قال : سبحان الله هذا أستاذ الجماعة أبو علي الآمدي !
قال المتنبي : فما يفعل بقوله في الصلاة ، التحيات لله ، والصلوات ، والطيبات ؟
فخجل أبو علي وقام .
.......
ألم تقولي...؟؟
ألم تقولي لنكن أصدقاء
ونترك العشق فهذا هراء
ألم تقولي دع هواك الذي
لكل حسناء يلبي النداء
فها أنا اليوم حبيب لمن
يشرب من كأسي حلو النقاء
فما الذي أشعل فيك الهوى
حتى بدا لي منك هذا العياء
وجئتني كلك مجنونة
وكنت بالأمس تقولين لاء
|
عبد الناصر
لقلبكـَ ألفُ عذر
فما كانَ غرضي التصيّد لأخطائكـ
لكن.. أنتَ صاحبُ المقالِ
وفي اللغة كذلكـ.. إمّا أن تكونَ الهمزة همزة وصل أو قطع.. وقد تناسيتَ ذلكـَ يا نقيّ
.
.
عدّلتُ ما استطعتُ عليهِ باللون الأحمر..
وأعلمُ أنّكـَ فوقَ حرفي بِسِعَةِ صَدْرِكـ
