أغرقُ هُنا في كبِدِ الماء ..
يُغلِّفني جوعٌ لمِثلِ هذا النور
[ 1 ]
العُنوان / النّص ..
كلاهُما يُضيءُ الآخر ويُفضي إليه ..
لو لم يَكُن من العنوان إلا أنه يهبُ النّص مشروعيّةَ الوجودِ لكان ذلكَ هوَ الحبلُ الممدَودُ بينَ القاريءِ والنّص ../ فإما أن يجذِبَهُ إلى مدارهِ .. ويُضرِمَ فيه مُتعةَ التّذوُّقِ ../ وإما أن يُقصِيهِ بعيداً ويُلغي عقد التفاوُضِ الخفيّ معه
هو بِمنزِلةِ الاسم للكائنِ لكونِه يُسمّي ويصِفُ ماقد دُوِّنَ .. ويمنحُهُ كينُونتهُ
باختصار ..
النّص فقيرٌ / ناقِصٌ من دونِ عُنوانٍ جاءَ يسدّ عوزَاً كامِناً فيه
عني ../ أجدها أصعب المراحل . ولا أراني أُتقِنُه بعد
[ 3 ]
الشعرُ / شعورٌ / مُتعةٌ / شهوة
الشاعر الشاعر / يملِكُ مخاضاً شعورياً ناجِزاً / و مرونةُ عضلاتِ حرفه تملأ الروح
لذا كان لابد من حالةِ تناغُمٍ بين الحرف / الشعور
ليّصل القاريء / المستمع / المستمتع / لدرجةٍ من الاحساس والرضا تمنحهُ ممازجة النص بذاته
[ 4 ]
يقول أحدهم : [ الشاعِرُ يُدهِشُهُ كلّ شيء ]
ولأنهُ يرى الأشياء بعينٍ أخرى غيرَ عينه ../ تجعلُه يرى الأسرار من حولهِ أكثر من الأجوبة لذلك نجِده يُحلّقِ في مداراتٍ تخلُق الاسئلةَ التي تمنحنا التحليق معه في مداراتهِ
أليس ذلِك مُدهِشاً !!
اقتباس:
[ 6 ]
أعود للكتابة النتيّة المُباشرة آخذاً أحد حدّيها المُسلّح .. لأقول :
كلّ احتكاك كتابيّ مباشر الانطباع و الفعل ، لا يجب التعامل معه بـ [ القَصْد ]
إذ الجهلُ بالمأربِ : رحمةٌ و رحابة ..
أي :
لا تجعل ما تقرأه نصلاً و صَدْرك الوِجْهة .. ولا تعتقدك المطعون بكلّ حرفٍ كُتب !
بل حاول القراءة بعيداً عنك .. لأنّ ذلك سيُفضي إلى كتابتك بعيداً عن كلّ شيء
وقريباً منك - فقط - .
|
هو / هو
كالمُقتبس تماماً نصاً ونصلاً
[ 7 ]
بعضُ الردود ../ ككوبِ القهوةِ تماماً
تتوحّدُ فيها وتغرقُ بِها ../ تتغلغلُ فيكَ شهوةُ ارتشافها منذُ أن تُصيبك رائحتُها الداكِنة
ولا تُفارقكَ حتى وأنتَ تشعُرُ بلذعةِ مرارتِها في أعلى لسانك / تدفعُك معها رغبةٌ مُلحةٌإلى ملء مساماتِ التذوّق بنكهتِها الثقيلة حدّ المُتعة / ويستفِزّك اشتهاءٌ عنيف لِحقنِ أورِدتِك وعُروقِكَ بالكافيين ../ إلى أن تنتهي إلى آخر قطرةٍ تؤزّكَ لطلبِ كوب قهوةٍ آخر
أستاذ قايد ../
انتقاؤك لِردودِك / كانتقاءِ حباتٍِ البُن لمُدمن قهوةٍ / مُعتّق
لا يُتقِنه الا النّخبة
شكراً لأكوابِك
[ 10 ]
مسّني طائفٌ من بهجةٍ / لأني وجدتُ الأقواس تُصافحني بالفِطرة
وسأظل ..
أستاذ قايد ..
يا سماويّ الحرف ..
انتعشت كَبِدُ السماءِ من ألقك
إن عشتَ للحرفِ عاش
.
.