يا رشا،
تعليقكِ أتى كنافذةٍ انفتحت فجأةً في جدار النص،
وأدخلت إليه ضوءًا هادئًا…
ضوءٌ يُشبه دهشتكِ، تلك التي لا تكتفي بالإعجاب، بل تلتقط السقوط وتحوّله إلى طيران.
***
حين تقولين:
"شتاتُ أفكارٍ تشبثّ بترتيبٍ... عجيب اللثغة!"
كأنكِ تمسكين بلحظة الولادة المجنونة للنص،
تلك اللحظة التي لا نعرف فيها:
هل نحن نكتب، أم نحلم، أم نُفرغ من داخلنا شيئًا ظلّ يشتعل تحت الكلمات؟
جملتكِ الأولى كانت كمرآة… تعكس المعنى، وتكشف الطريق.
***
أما هذه:
"شعرت بالسقوط والتقطتُ أنفاسي، ثمّ إنني شعرتُ بخفّة التحليق...!"
فقد جاءت كخلاصة نبض النصّ كلّه،
لأن كلّ ما كتبته لم يكن سوى محاولة للتأرجح بين الهبوط والنجاة،
بين اللحظة التي تسحق الروح، وتلك التي تُربّت عليها بخفّةِ نسمةٍ جاءت من السماء.
***
تعليقكِ ليس مجرد تصفيق،
بل هو يدٌ رقيقةٌ تمسح جبينَ الحرف بعد عناء الولادة، وتهمس له: "أنتَ بخير".
شكرًا لكِ لأنكِ لا تكتفين بالقراءة، بل تُعيدين ترتيب الارتباك إلى دهشة،
والدهشة إلى طمأنينة.
لكِ امتناني، يا من تكتبين ملاحظاتكِ وكأنكِ تُربّين الفوضى بحنان، حتى تصيرَ نظامًا جميلاً لا يُقلّد.
دمتِ قارئةً تمنح للنص أجنحةً كان يجهل أنه يملكها.