ثمَّة محبَّةٌ عمياءُ، تعيشُ في قلوبنا، يُخَيَّلُ إلينا من سحرها أنَّها الخلاصُ والنَّجاةُ وهي الهلاكُ المُحقَّقُ والخرابُ.
وثمَّة بغضاءُ تعشِّش في صدورنا، يدُها الآثمةُ طويلةٌ،
لكنَّ عُمْرُهَا قصيرٌ، وكيدُهَا ضعيفٌ وذليلٌ. وبين موتٍ وموتٍ، تُعانقنا الحياةُ بحرارةٍ، كأنَّها تُودِّعنا.
نحنُ صورٌ تذكاريَّةٌ على جدارِ الزَّمن، تتكشَّفُ للعابرين شيئًا فشيئًا، ثُمَّ بالتَّدريجِ تتلاشى،
لكنَّنا لا نفنى إلَّا إذا ماتَ الحبُّ فينا وبقيتِ البغضاء. نُخطئُ، ومن أخطائنا نتعلَّمُ،
ولا بدَّ لنا من أنْ نُخطئَ، كي لا نفقدَ إنسانيَّتنا
والتِّمثالُ فينا يطغى علينا، يستبدُّ، ويتسيَّد، حتَّى يبتلعنا، ثمَّ تستعبدنا الأصنامُ وعلينا تتسلَّط

عجباً لكِ
أيتها الروح المسكونة بـ الوجع اليتيم
عجباً لكَ أيها الخريف الطويل
الذي زرعه في بستاني صمت الراحلين
أما زلتِ تنبضي بـ ذكرى الحلم الشريد
و ما زال في شُرفات قلبي الصغير
صدى شدو بلابل يملأ الأفق البعيد
و
بقايا من أوردة بـ الحياة تخفق بالجنين
عُذراً يا فؤادي
ما عاد يجدي كي ينبض بالحياة قلبي الصغير
صدى صوت بكاء حبات لؤلؤ تبعثرت
و بقايا أنين من خيوط وصال تمزقت
و في الروح صدى صوت أزيز سواقي ينادي على الصبح الجديد
و لـ رمشه المفتون يشتعل فتيل سِراجي المنير
فـ يترقب ترانيم هديل الحمائم فوق صدري
كي تسافر كناري الشوق على أجنحة نوارس حنيني
و تحط على دياري من بعد طول إنتظاري !

الأديب الألق القدير محمد البلوي
و ما زلتُ مصلوباً هنا على خاصرة أبجدية التنوير
و الدهشة باتت عنواني الوحيد
فعزف الحروف على الناي الحزين
رسم من قيثارة الليل الحزين عنوان أكيد
لـ ملامح و تفاصيل محبرة المجد الأدبي العظيم !