قال صديقي الساخر ابو المعاطي عطية عبد المعطي
وهو يشرب كوب ليمون مغلي
_ اللطشة شديدة يا استاذ ..
برد وزكام وتكسير عظام يظهر يا صاحبي انها انفلونزا جديدة
تركت كل الناس وبدون مناسبة اختارتني لها وطنا ومسكنا
سعل بشدة .. دمعت عيناه .. سالت انفه .. ظهر عليه الاختناق ..
جاهد ملتقطا انفاسه
ضحك ضحكة خاطفة وأستأنف :
_ مبهدلاني يا صاحبي وخاربة بيتي ..
عاشر ليمونه شكك لأرضيها وتحل عني ولا فائدة :
مشاركا له قلت :
ربنا عنده الفرج يا أبو المعاطي لشرب يا اخويا ..
غير دفة الحديث ورسم غضبا وهو يقول :
_ كلامك يه شماته ..
اشرب الليمون تقصد او قصدك اشرب الغلب ؟
تشرب بالهنا والشفا .. لطشة تفوت ولا حد يموت ..
اسحقها يا ابو المعاطي
ضاحكا باكيا قال :
_ ازاي يعني ؟ اسخر منها يمكن تزهق وترحل
سألتها الرحيلا فقالت حتى لو شربت الجنزبيلا
لاينها واستعطفها ..
استدرجها بلطف حتى تخرج منك وخذها من يدها وتمشى بها
وبطريقتك الحلوة وكلامك السكر وديها بحر الظلمات وغرقها فيه
_ حصل
وبعدين ؟
_ لما رجعت البيت ونمت وقمت من النوم
لاقيتها سكناني واصطادتني سخرية ومع السخرية تهديدها ووعيدها ..
غنت لي اغنية لطيفة " خاف م اللي توهب عمرها
خاف م اللي يفرغ صبرها خاف مني "
لا حول ولا قوة الا بالله
قدرك يا ابو المعاطي يبدو انها تريد ان تكون حبك واهلك وناسك
_ نعم يا سيدي .. رغبتها وارادتها ان يتلم الشمل ونصبح عيلة
مبروك يا ابو المعاطي .. واسمح لي يا صاحبي اتركك لحياتك الجديدة
_ لا تتركني يا صاحبي انا حالتي متأخرة جدا ..
اذا كنت مصرا فاترك لي معونة " خمسون جنيها "
لزوم الاحتفال بها شاي واسبرين وسكر وليمون
قلت وانا انقده الفلوس : نقوط يا صاحبي نعم معونة لا
انفجر ساخرا :
_ معونة اسمها معونة اما من منكوبي البرد
قلت وانا اغلق عليه باب الحوش من الخارج :
بالرفاء والبنين يا ابو المعاطي .. اذا غنت لك " خاف مني "
قل لها خافي الله
ودعني بسعلة واستقبلت الطريق بين المقابر
7 أكتوبر 2014