أحيانًا تأخذك الرِّيبة في من يخاطبك، سيما إن وضعك في تهمة أنت بريء منها، فتسأل نفسك عن ذلك : أهو لبس وقع فيه من يحدثك!، أم أنَّه يقصد التَّعمية؟!.
قيل أن أستاذًا قسم طلابه إلى فريقين، وجعل بينهما ستارًا، وكتب على بطاقة الرَّقم [ 6]، ثم عرض الرَّقم على الفريق الأول، وسألهم : ما هو الرَّقم؟، أو كم هو الرَّقم؟، فقالوا أنَّه [ 6 ]، ثمَّ قلب البطاقة، وسأل الفريق الثَّاني، فقالوا أنَّ الرَّقم [ 9 ]، ثم أزال السِّتار بينهما، وأخذ يحاورهم على أن يتفقون على ماهية الرَّقم إلَّا أن كل فريق أصر على رأيه، وفي النِّهاية أراهم أنَّ كل فريق كان محقًا، وذلك تبعًا لزاوية الرُّؤية لكل فريق، بمعنى أن ما يبدو لك صحيحًا هو صحيحًا بالنِّسبة لك، لكنه ليس كذلك لغيرك، وهذه هي نسبية الأشياء، أي أن كثير من الأمور هي نسبية، أي أنها تتغير في عيون، وأراء النَّاس بالرَّغم من ثباتها في ذاتها، كحقيقة ثابتة في ذاتها، وهذا يؤدي بنا إلى السُّؤال عن الحقيقة، وماهية الحقيقة، وعليه دعونا لنقول أنَّ ( س ) ظالمًا، وأنَّ ( ص ) عادلًا، وهنا تتأتى الحقيقة، فنقول أن حقيقة ( س ) هي الظُّلم، وأنَّ حقيقة ( ص ) هي العدل، وهكذا نرى أن الحقيقة قد تغيرت، إذ اصبحت حقيقة الظلم، غير حقيقة العدل، والأمر أنَّ الحقيقة هنا مثلت كُنْه، وبالتَّالي نرى أن الحقيقة هي نسبية، وغير ثابتة، ولا تمت إلى الحق بصلة، إذ أن الحق يعني كل قيمة سوية، وأن الحق مطلقًا، وثابتًا لا يتغير بتغير الأشياء، والأمور!.
خواتم مباركة.