أختي المكرمة أ. نادرة ,
المشكلة في هذا النص ليست مشكلة الفن الأدبي السردي أبداً . إنما هي مشكلة المتلقي و السارد معاً ؛ فمن المفترض أن يعنوِّن الكاتب \ السارد نصه إمّا بإشارة إلى أنَّه خبر حقيقي أو هو فنٌ سردي من الخيال أو من خليط الخيال و الحقيقة , و كذلك فإنَّ على المتلقي - إن أغفلَ الكاتب التنويه عن ماهية نصه - أن يميِّز بين الخبر و الرواية \ القصة \ الحكاية .
أمّا ما تفضل به أخونا الأستاذ \ فؤاد الشاعر ففيه الصحيح و الخاطئ , ففعل الأمر لجماعة المخاطَبين المشتق من فعل ( أنْقَذَ ) هو ( أنْقِذوا ) أي أنَّ الهمزة تُرسم أعلى الألف و ليس أسفلها , و هذا الجانب الصحيح من ملحوظة أخينا فؤاد , أما الجانب الخاطئ فهو قوله :
اقتباس:
( أَنْقِذُو، وليس إِنْقِذُوا، ثمَّ أنَّه من "الينبغيات" أن يكون فعل الأمر مجزوم - كما أظن -، ولا داعي لـ "ألف" الجماعة - إن كنت قد أصبت -، أو بالله صححي لي ما ذهبت إليه! (!). )
|
و الحقيقة أنَّ فعل ينبغي و ما شاكله من أفعالٍ من ذات المعنى فهي أفعال إمّا أن يلحق بها اسمٌ أو فعل , فإن لحقها اسمٌ فلا تغيير يطرأ عليها و لا زيادة في تركيب الجملة , كأن نقول : ( ينبغي إنقاذُ الأدب ) أو ( يجب التروي قبل الإجابة ) , أمّا إن لحقها فعلٌ فيلزم أن تتعدى بـ ( أنْ ) الناصبة , و بالتالي يكون ما بعدها منصوباً و ليس مجزوماً كأن نقول ( يجب أنْ ننقذَ الأدب ) أو ( ينبغي أنْ تكتبَ بخطٍ واضحٍ ) , هذا من ناحية , و من ناحية أخرى فإنَّه حتى في حال الجزم للأفعال الخاصة بجماعة المخاطبين فإنَّه لا تتم إزالة الألف , إنما يُجزم أصل الفعل و تبقى واو الجماعة و ألف التفريق \ الألف الفارقة على حاليهما ؛ فنقول ( اكتبوا \ انتبهوا \ ارجعوا... ؛ قال الله تبارك و تعالى : ( انفروا خفافاً و ثقالاً ... ) و قال جلَّ و علا : ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ... ) .
و الله أعلم .
مودتي