في جلسة حميمة مع أحد الأصدقاء ذهبت بنا سعة الوقت إلى هنا و هناك ؛ فعرجنا على الدول المصغرة (البيوت) فشكى إليَّ تنافر الحال و اتساع الخرق بينه و بين زوجه فطلب مني صياغة ما يمثل حاله في بيته فقلت هذه:
سأصطنعُ المودةَ في هواها
و إن لم استسغْ إلا سواها
سأُكْرِهُ مقلتي و أذيبُ قلبي
مُصانَعةً ,, و إن كَرِها لِقاها
سأرسمُ في مُخيلتي لساناً
إذا نطقتْ – لأَسمَعَهَا - و فاها
فقد -و الله- ملَّ السمعُ منها
و عاف الطرفُ حتى أن يراها
تُقاسِمُني الجوارحَ رغمَ أنفي
و أنقضُ في مُخيِّلتي عُراها
أراها كالليالي الصُّرْدِ وجْهاً
و ما لي حيْلةٌ أن لا أراها
ظِلالٌ من جحيم العُمْرِ مُلْقٍ
غَمَامَتَه عَليَّ ... فما تناهى
متى يا حظُّ أبصرُ فيك نفسي
كما خُلقتْ موردةً سماها !؟
سقا الله الفروع و لا سقاهم
عذابي .. كم حملتُ بهم أذاها
أشاركها استباحة ما تبقى
لأيامي من الدنيا سِفَاهَا
أنا و العُمْرُ أسرى في يديها
و إن كانت ترانا مَنْ سباها
فإن لم تُعطك الأقدارُ زوجاً
توافقكَ الطباعَ قذىً و جاها
فطلقها الثلاثَ و زد عليها
ثلاثاً و اجتنب حتى أباها