إنَّ الليل َ مُقيم
تحت هذا العنوان الفاخر كانت قصّة قصيرة تملأ جريدة الرأي الكويتية إشراقاً لمشرفتنا وكاتبتنا الجميلة مريم الخالد أترككم معها لتنالوا قسطاً من الحُب الذي يكسر عجلة الصمت أحياناً فتدور الحياة كما يجب
" قصّة قصيرة / إنَّ الليلَ مُقيم "
| مريم الخالد |
توجه إليها بخطواتٍ تملؤها التردد، رآها تغط في نوم عميق وكأنها تهرب من واقع ٍ لا تريده، تعمق بالنظر إليها خلسة من تواجد أحد، شعر بالدهشة حينما اكتشف ملامحا ً لم ينتبه إليها من قبل، فلم تسعفه تلك السنين كي يعيشَ تفاصيلها!
طبع على جبينها قبلة دافئة، همس بأذنها: كيف لك هذا!
ما الذي فعلتيه، من أين لك تلك القوة!
وهل وهل تظنين بأنني أتخلى عنكِ!
اعترافاتٍ لم تلحظ تجوالها قط في عينيه، كانت تبحث عنها في دهاليز خلافاتهما طيلة تلك السنين
لم تلق َ سوى خيبة أمل!
بقي لحظات صامتة بجانبها بدت بطول تلك السنين الهالكة فلم تستيقظ بعد
دار ظهره وجرجر خطواته المثقلة متوجها ً بها إلى خارج تلك الغرفة
وكأنه يهرب من صقيع الشقوق التي تتسلق أعلى جدرانها المكتسية بياضا ً فتصيبه بقشعريرة!
فور أفوله، فتحت عينيها فاندفعت دمعة خشيت أن تعلن حضورها أمامه فاختارت الاختباء خلف جفون ٍمرهقة
وحينما رحل رفعت راية الإستسلام، وأعلنت سقوطها!
نظرت إلى ذاك السراب الذي ليس بسراب ٍ أبدا ً
وجهت له السؤال ذاته: يااااه كيف لك هذا! وهذه المشاعر!
ومن أين لك تلك القوة كي تكشف عن مكامنك التي لطالما كنت تدسها تحت التراب وتطأها بقدميك!
بينما كان الفرح ينظر لمشاهدنا البائسة فيتكئ على أسرتنا ويتثاء!
ما من مجيب سوى صدى ذكرياتٍ صارخ كاد أن يقتلها
تسربل المللُ فعانقا ً صمت المكان
أكملت نومها في ذاك السرير الأبيض البائس الذي شهد روايات أجمل من روايتها
وحكايات أتعس من حكايتها ونامت!
فالليلُ مقيم!
http://alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=250662&date=18012011