غرست خنجر الهوى في صدغه .. غير مدركة وفاته ..
وهو في هذيانه يتلو آيات الإفتتان من حبها ثملٌ ..
خارت قواه على عتبات قلبها المتيم ..
وجسد غارقٌ في اللذة .. بلا مدى ..
عوى ذئب جائع فأرخلى الليل ستائر السكون ..
هائم هو في كل وادٍ بعد " الفقد العظيم "
يتشبث بحبائل السماء علّه يلقى وجه القمر ..
وحورية فقد عبير دفئها ذات إنكسار ..
تجتاحه وتعصف به ذكراها كل حين ..
يبكي حنقاً .. يبكي وجعاً .. ويبكي ظمأً ..
نزف بلا هوادة حدّ الإنسجام .. وذابت شمعته ..
ناولها ربطة عنقه الزرقاء ..
قائلاً : شدّي من أزري ... فأودت به ،،
جسد ملقى على قارعة الوفاء بلا حِراك ..
روحه هناك بعيداً " تحت المطر "
في نشوة أحلى الألام يردد " السيل يا سدرة الغرمول "
جنّد لها الروح .. وجيّش جيوش الجوارح ..
فهي سيّدة الغروب .. وأميرة اللوتس الغافي ..
وفي عمق اللهفة والحرمان ..
نضح لها ماء فنه .. من جروح غائرة ..
وبااااح لها كل سرائره ..
نثر كل ذنوبه ونكساته المتوالية ..
تبرأ من ماضيه .. بعد أن قرأ في عينيها مستقبله ..
كانت جزء منه تاه ووجده لينتهي عندها وجده ..
كانت مرآة لوجهه وأنفاسه ولمسة يده ..
كانت هي ..
ثمة أسئلة كالأشواك .. لها وخز يدمي المحاجر ..
من كان بحاجة الآخر أكثر ..
من يفتقد الآخر ..
من كان يبحث عن الآخر ..
من كان يشبه الآخر أكثر ..
من ظلم من !!
من نجا .. ومن جنى ..
.. لا أحـــــــد .. لا شــــــئ ..
كلاهما كان يفتقد .. إنعاش .. قليلاً من أكسير الحياة ..
وقليلاً من جرعات الثبات .. ولكن هيهات ..
هما الداء .. وهما الدواء ..
تتساقط أوراق العمر تباعاً .. كـ حبات الدمع والعمر ..
رحل الربيعٌ على عجل .. وجثم خريفٌ على ثقل ..
صمته ونحيبها .. سيّدا الموقف ..
فمن أجرم بحقهما ..؟!
.. إبراهـــيم ..