..في رثاء قلعة الشريف سرور بن مساعد:مكة مهي مجرد سفلت وبناية!!

[محمد مهاوش الظفيري]

قال الأستاذ محمد النفيعي في مداخلة له على هذا النص الرائع الفريد

	.. وكما الشعراء الكبار الكبار يتعملق الشاعر طلال بن نايف هنا كما لم يفعل من قبل , صحيح أن للشاعر طلال بن نايف نصوص جميلة بل وربما رائعة ولكن هذا النص مختلف في كل شيء , في سلاسته وتماسكه معاً , في استحضار البعد الديني , في بهاء صوره الشعرية المركّبة بروعة وصفاء , هذا النص مختلف في كل شيء وعن كل شيء , مختلف في تشكيل المكان وإعادة رسمه بلغةٍ شعرية صاخبة ولكنها عميقة . هنا يحضر ( المكان / القلعة ) عبر كل الأزمنة ليستقر في وجدان الشاعر وذاكرته كشلالات من نورٍ ساطع يكشف أكذوبة التطوّر / المسخ ! فكل شيء من الممكن تزويره إلاّ ذاكرة لاتشيخ ولاتكبر , ذاكرةٌ لها صهيل حصان يأخذ شكل الكلمات وإذ يصرخ لاسبيل لإسكاته لالاشيء وإنما لاأحد يجرؤ على طمس معالم مكة ! هل يمكن أن نهدم جبل النور وغار حراء بذريعة التطوير والتنمية ؟! .. وحين يحضر الشعر ليقول لنا ذلك لايمكن إلاّ أن نُدهش وكأنما ثمة من يوقظنا من وهم اليقظة ليُلقي بنا في عين الشمس هكذا من أقصى الظلمة إلى حيث الوضوح . من أسفل الخيبة إلى سقف الحلم بأن لاشيء يمكن محوه طالما ظلّ يسكن الوجدان بكل أبعاده وزواياه . .. وأعرف أن حضور النقد الإنطباعي في حضور مثل هذه النصوص الكبير مجرد هذيان محض لايقدّم ولايؤخّر . ولكنها دهشة الشعر الأولى وروعة التلقي في زمنٍ بات فيه الزيف يخيّم على كل الأصقاع ! في زمن الخيبات والشعر الصقيل اللامع ونجوم الغلاف وشعراء المليون ! في زمنٍ لايستحق سوى الصمت في إنتظار ولادة نص عملاق كهذا لنصرخ بملء أفواهنا فرحاً بالشعر من أجل الشعر ! همسة لنفسي فقط : نادرة هي النصوص التي يتمنى الشخص لو كان كتبها وهذا النص إحداها بكل جدارة . وهنيئاً للشعر بطلال وهنيئاً لطلال بالشعر