مجاراة لمعلقة (عنترة بن شداد )
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها
زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
عنترة بن شداد
(هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ)
#####
هلّا تلحفتَ العراءَ بدمدمِ
أم هل شربت السحر بعد توهّمِ
أَهواك زرقُ غمام لم يتكلم
حتى تكلم منه دمعٌ عمعمِ
ياجارةً بالوادِ صبحاً فأعلمي
أني أنوح بِنزفِ جرحٍ طلسمِ
ولقد رسَمتُ الدّارَ هلل أهلها
بعقيقتين ووجدنا بالغيلمِ
إن كنت أتممت الفراق فإنما
تمَّت سكابكُمُ كليل مُعلمِ
هلّا سَكَبتِ بما سترت فإنني
شرَف معاقرتي إذا لم الثمِ
فإذا ثملت فإن ثملي ساحر
سر معاتقته كبحر الديلمِ
فإذا كتبت فإنني متلكلك
حرفي وحبري وافر لم يحلِمِ
وإذا جفوت فلستُ أرسم من سدى
وكما نقشت صحائفي وتظلمي
هلّا سألت الليلَ، جارةَ، حالكاً
عن نائحٍ شاكٍ بما لم تعلمي
يخبرك من صبح المدينة أنني
أسمى الورى وأجف عند الزمزمِ
حمد الجعيدي
(حديث الأطلال)