قصص أطفال خيالية جديدة وهادفة
«تائه في عنقود عنب»
سوف أسمع كلام ماما😢
تعد والدة آدم له طعامه الخاص ليأخذه معه للمدرسة كل يوم، وتحذره من شراء الطعام من الشارع حتى لا يكون ملوثا.
يذهب آدم للمدرسة لكنه لا يستمع لحديث والدته فما أن يري الحلوى التي يعرضها الباعة المتجولون في الشارع حتى يسيل لعابه عليها ويسرع في شرائها.
في أحد الأيام رأى آدم بائع متجول وقد كان رجل مسن ذو مظهر غريب حيث كان يرتدي ما يشبه لباس العرب قديما وقبعة على شكل قبة لونها برتقالي، وكان يضع أمامه وجبة جاهزة عبارة عن ساندوتش صغير وبجانبه عنقود عنب عجيب به سبع حبات عنب وكل منها له لون مختلف.
وزاغت عيني آدم على عنقود العنب الجميل وسأل الرجل فورا " بكم هذه الوجبة؟ "
وحين علم ثمنها دفعه فورا وأخذها وجلس داخل حديقة عامة قريبة منه، وأمسك بعنقود العنب وقد كانت ألوانه السبعة لها بريق جميل. أخذ آدم الحبة الأولى ذات اللون الأحمر ووضعها في فمه وأخذ يتلذذ بطعمها.
لكن فجأة رأى آدم الدنيا بدأت تدور أمام عينيه وزادت سرعتها حتى سقط على الأرض مترنحا فقال بخوف" ماذا يحدث لي؟"
وعندما وقف مرة أخرى أندهش من المشهد الذي أمامه وقال لنفسه "ما هذا؟ أين أنا؟"
كان كل شيء حوله قد تغير فلم تعد هناك حديقة بل غابة كبيرة بها الكثير من الأشجار وكلها على شكل ثمار العنب وكل شيء حوله باللون الأحمر وهو لون العنبة الأولى التي أكلها.
ورأى آدم أشجار عنب قصيرة والثمار فيها ناضجة وجميلة فأسرع نحوها وألتقط منها ثمرة عنب ليأكلها لكن فجأة صرخت الثمرة بصوت عال ففزع آدم وتركها تسقط على الأرض.
" ما هذا؟ فاكهة ناطقة؟ " قالها آدم بدهشة.
بدأت الثمار الأخري أيضا تصرخ جميعها علي الأغصان حتي ظهر فجأة من بعيد ثمرة عنب كبيرة في حجم الفيل ولها أعين كبيرة ذات نظرات غاضبة.
ركضت ثمرة العنب نحو آدم فركض هو أيضا خائفا، ولاحقته العنبة الكبيرة مسرعة خلفه لكن آدم رأى أمامه ثمرة عنب أخرى تشبه بوابة سحرية فقد كانت كبيرة ومضيئة باللون الأخضر فأسرع نحوها وما أن دخل فيها حتى وجد نفسه في مكان آخر.
كانت غابة أخري من ثمار العنب لكن بشكل مختلف وكل شيء فيها باللون الأخضر، وكانت ثمار العنب كبيرة في حجم المانجو فألتقط واحدة منها بحذر لكنها لم تصرخ كالعنبة الحمراء فأخذ آدم يأكل بتلذذ.
كان طعمها لذيذ ليس كثمار العنب التي تذوقها من قبل، لكن آدم شعر بأنتفاخ غريب في بطنه والتي أصبحت بارزة بشكل كبير.
وبينما هو يأكل ظهرت ثمرتا عنب كبيرتان تمشيان في غاباتهما وقالت أحدهما للأخري عندما رأت آدم "من هذا؟"
أجابتها الأخري سريعا" أنه هو"
قالت العنبة الأولى بحذر" أنتظري، أذا فعلها فأنه هو"
في هذه الأثناء لم يستطع آدم التحمل أكثر من ذلك فأخرج الغازات التي في بطنه بصوت كبير فقالت ثمرة العنب سريعا " أنه هو أنه الشرير، أمسكوا الشرير حتي لا يدمر غابتنا"
وركضت العنبتان خلف آدم وركض هو أيضا خائفا حتي رأى عنبة كبيرة مضيئة باللون الأزرق فدخل فيها ليجد نفسه في مكان ثالث وغابة ثالثة لكن باللون الأزرق.
كان هناك أقزام يعملون بجهد ونشاط حيث يعبون ثمار العنب في أواني خشبية صغيرة. وأعجبت حبات العنب الزرقاء آدم فأمسك بواحدة وأكلها بتلذذ، وما أن أكل آدم الثمرة الزرقاء حتى تحول لونه إلى الأزرق فنظر ليده قائلا بدهشة " ما هذا؟ "
ورأى الأقزام آدم وصاح أحدهم "غريب" فصاح جميعهم " غريب، غريب" ثم ركضوا جميعا نحو آدم الذي هرب كالعادة حتي لا يمسكون به، ثم رأى أمامه عنبة أخرى مضيئة باللون الأصفر فدخل فيها.
كانت الغابة باللون الأصفر رائعة الجمال وكان بها بحيرة صغيرة صفراء وكانت مياهها عصير عنب أصفر، وعلى أطرافها ثمار العنب الأصفر الخلابة.
كانت البحيرة تفصل هذه الغابة نصفين وعلى الجانب الآخر رأى آدم عنبة مضيئة سوداء اللون فكان عليه أن يمر عبر البحيرة على مجموعة من الصخور الصفراء التي تصل للجانب الآخر.
لكن آدم رأى أشجار العنب الأصفر على أطراف البحيرة فأقترب منها وقبل أن يقطف منها نظر حوله بحذر حتى لا يجد من يطارده ثم أمسك بواحدة من ثمار العنب ونظر أليها حتى يتأكد أنها لن تصرخ في وجه، ثم وضعها في فمه وأخذ يتلذذ بطعمها وقد كان طعمها أجمل من الثمار الأخرى.
في تلك اللحظة برز رأس كبير من مياه البحيرة، ثم قفز ضفدع كبير فجأة خارج البحيرة وقد كان في حجم فيل صغير. هتف آدم" أنه ضفدع كبير، سيلتهمني إن ظللت وواقفا"
وكان كلامه صحيحا فقد قفز الضفدع نحو آدم الذي أسرع بالهرب وأخذ يقفز فوق الصخور نحو الجانب الآخر بينما الضفدع الكبير يقفز خلفه محاولا ألتهامه، لكن آدم كان أسرع وقفز أخيرا داخل العنبة السوداء المضيئة.
داخل العنبة الخامسة كان اللون الأسود يكتسي كل شيء وكذلك ثمار العنب، وفكر آدم في تذوق العنب الأسود لكنه قبل أن يقترب من أحدى الثمار ليقطفها ظهرت أعين بيضاء مخيفة، أنها أعين ذئاب خرجت من خلف أشجار العنب، ذئاب تحمي غابتها وثمارها التي تحافظ عليها.
وركضت الذئاب نحو آدم الذي لم يجد ملاذا له سوى الهرب وعندما فعل ذلك ظهرت العنبة المضيئة السادسة باللون البرتقالي فعبرها آدم وجلس على الأرض من فرط التعب.
قال آدم محدثا نفسه " ماذا يحدث لي؟ لماذا لم أستمع إلى نصائح أمي؟ فما كان كل هذا سيحدث لي"
نظر آدم حوله ليرى غابة برتقالية جميلة وثمار العنب من نفس اللون البرتقالي في كل مكان.
قام آدم وعيناه تبحث هذه المرة عن العنبة المضيئة السابعة في عنقود العنب الذي أصبح تائها داخله لكنه لم يري شيء، ففكر آدم قائلا "حسنا يجب أن أفعل شيء لكي تظهر ثمرة العنب الأخيرة"
وأقترب آدم من أحدى ثمار العنب ونظر حوله بحذر شديد ثم قطف الثمرة وأنتظر في مكانه وهو ينظر حوله كمن ينتظر حدوث شيء، لكن لم يحدث شيء.
ترك آدم ثمرة العنب تسقط من يده على الأرض وتنهد يقول " ماذا سيحدث الأن؟ "
فجأة أخذت كل ثمار العنب تسقط من أغصان الشجر على الأرض البرتقالية ثم تجمعت مع بعضها البعض لتشكل ثعبان كبير برتقالي اللون فتح فمه ليلتهم آدم الذي لاذ بالفرار وهو يقول " يا اللهي، هذا اسوأ بكثير"
وزحف الثعبان الكبير خلف آدم الذي أنطلق بكل سرعته نحو العنبة البيضاء المضيئة التي ظهرت أمامه، وأقترب الثعبان كثيرا وكاد أن يلتهم آدم الصغير لولا أنه قفز بسرعة داخل ثمرة العنب المضيئة.
وتوقع آدم أن يجد غابة بيضاء لكنه لم يرى شيئا أذ بدأت الدنيا تدور أمام عيناه مرة ثانية حتي وجد نفسه أخيرا في الحديقة التي كان يجلس بها وقد أكل عنقود العنب كله.
قام آدم سريعا من مكانه ونظر حوله قائلا بفرح "الحمد لله لقد عدت مرة أخرى لعالمي"
أتاه صوت أجش من خلفه يقول " وهل تعلمت؟"
نظر آدم خلفه ليرى الرجل العجوز بملابسه الغريبة وقبعته الكبيرة فأبتعد عنه يقول" نعم... نعم لقد تعلمت "
قال الرجل محذرا أياه" أذا لم تسمع كلام والدتك سوف تظل تائها في عنقود العنب"
" لا لن أفعل ذلك مرة أخرى، لن أفعله أبدا"
وركض آدم نحو المنزل وقد تعلم أن يأخذ نصائح والدته بجدية.
تمت-بحمد الله-
خالص تحياتي للجميع
الكاتب/ إسماعيل محمد