كأنه يرى مالا نراه
**************
حسام الدين بهي الدين ريشو
***************
*
يقف
على ناصية الحياة
بوجه يعاني
من تقلبات الزمن
يتفحص ملامح العابرين
والمدى ضباب وعدم
يهذي حينا
وحينا يطرق صامتا
وكأنه بعين البصيرة
يرى مالا نراه
في مرايا القدر
فالآن بكى قائلا:
يامن ملأت الدروب
بمشاعل الأخلاق والقيم
وعدت خجلان
وقد أطفأها قبح الزمن
وكأنها لم تضىء
وكانت مثلك في كبد
أيها العابر فوق الجراح
شاحب الوجه
على كتفيك
كل مآسي الزمن
صبرا
فلن تموت القيم
يموت غيرها
من عنها صبأ
أو بها كفر
القيم سفن نجاة
تعبر أمواج المحن
وأهلها
يغالبون بها الزمن
وما لهم من سند
إلا الجلد
وابتهالات الشجن
وما قالت راعية الغنم:
(أصلحت
مابيني وبين الله
فأصلح
بين الذئاب والغنم)
فواصل خطاك
عابرا فوق الجراح
رغم الألم
وكأنك
على مدارج الأمل
واحلم كالشعراء
مع أن الوقت فسد
والأحلام
لامدن لها الآن
إلا وشوشات الريح
وقصائد يتجاوزها الملأ
ولا يقبل عليها أحد
فالناس نيام
ومتى ماتوا انتبهوا
وقالوا واحسرتاه
ضلت بنا السبل
وكنا في ضلال
لا مكارم ولا رشد
كل ماجمعناه أو حصدناه
لم نجده
كأن الدنيا كانت
محض حطام وزبد
محض حطام وزبد