عبرَ مكانْ ..
من خلفِ النافذةِ المطفأةْ وعودُ الدخانْ، بينَ هديلٍ آخرْ مهدد بالفقدِ هوَ كما يشاءْ، مدنه المغرقةُ في عتمةِ الليلِ لاتضيْ، وجهه الباحثُ عنْ عينينْ لا يأتيْ..
أتاه الليلُ فارداً عباءته هو الآخرْ .. استوقذَ شجرةً فأغرقه لهيبها..
أيتها الآتية من بين جلبابِه مخفيةَ الوجهْ، مرسومةَ الشوقْ، عينينْ ..
والبحرُ خامرةُ الحزنُ كرّة أخرى.. يعلمونَ مالايعلمونْ .. ما أنتَ بنعمةِ ربكَ بمنونْ
مجنونْ
بيتكَ نِحلةٌ لموتٍ لا يأتيْ .. لجسدِ لا يُشتهى.. لأنثى تورقُ في بيتها وترتدي الفناجينْ،
تكفكفُ كفّيها بدمعْ
تملم أوراقها بشغفْ .. تخصِف عليها من النورِ والنارِ وجنّة نعيمْ.. تصيخ الحبّ وتهمسه في أضلاعها.
موءدةٌ هيَ ـ والبحرٌ أودعه الليلُ سرّا آخرَ، واحتفاهُ في هزيمْ .. برقْ..رعدْ
مساحةٌ للفقدْ
مهولةٌ أيامه بالهجيرْ
تبحث عما تسترُ بها غيّهاـ لا شيءْ .. دخانْ .. دخانْ ... صوتُ سجائره الثائرة صمتاً
ودخانْ .
وجهها كرّة أخرى،
جسدُ آخر للذاكرةْ
مدينةٌ اخرى للنسيانْ
نرتديها متوغلينَ البحثَ عمّن يشبههْ
لا كانْ
لا مكانْ
سكونْ
سكونْ
.
.
.
رفَعنا القناديلَ لنصليْ
قِبلتنا الموتُ هذه المرةْ
سرقنا بؤبؤ الشمسِ من عينيهاْ
لكَ البحرْ