العتمة في تمامها
ظلمة هلال تمد يدك فلا تراها ولم يهبك الله ما يبددها
فمالك من بقعة ضوء.. تجلس بها
وتمضي في حلكتها وترسم في خيالك اساطير من النور :
عصا الكلمات لتبارز عتمة الفكر
والشعارات الجوفاء لعتمة سياسية الروتين اليومي
والرحيق للترويح عن آنات الجسد
والحنين الى ماوراء الفجر لإشباع الروح
انها زنزانة أُحكمت إقفال البوابات بريتاج صديء
لتبقى مفاتيحك في يد الآخرين
اخذوها ورحلوا
يعدما رقصوا امام ناظريك فوق رفاتك في اخر قبو ضريحك
اصبر لا تندد بهم
ولا حق لك ان تصرخ فما احد يسمع ندائك يلهون بعويلك
لا افراج فكنت جزءا من لعبة مضت ووضعوك بقائمة المنقرضين
واذا كان لك من بعض امل فهو ان يستخدموك لجولة اخرى أيها البائس
ثم تقود نفسك الي زنزانة جديدة تختارها مع سجانين جدد .. أحبة جدد
في العتمة التي اخترتها موطناََ
لماذا تستدعي ذكراهم سجانيك احبابك وتدعونا الي منفاك
ولو سمعوك سجانوك لأدخلونا معك واقفلوا البوابات
مثل من يطبق كتاباََ علي زهرة ضئيلة لا حيلة لها للدفاع
عن وأدها بين طيات الصفحات
هل ترى نفسك اخبرني ايها البؤس المسن
وكهولة الساحات بين الدفاع والنوم حتى الموت
انه الاحتفال المبقع بالدم والاختناق برائحة الجثث يحضر المحفل
البحر شاهد والبحر ساخر سمعناهم دون رد منا انه الصمت الاخرس
للعمر الذي كان عطرا .. هل يكون ؟
ماء الفل وقصعة الرحيل توقظ النوارس فوق الاعشاب التي تشفي لتبني حدائق الزهر
وللجنود الذين قاتلوا دون حرب يرتدون البزات المزركشة
لمعلمي اللغة الذين يتقنونها عربية فارسية ويبسطونها علي بيادر المدن
والذين يتفنونها فرنسية حتى حدود مشرق فاليري
للسمكري وصانع الاحذية وحظائر الارانب وحقول الملفوف والقمح وللخياط بالتقسيط
حتى اعتراء الرداء اخر العام
للمدينة التي نامت واستفاقت بعدما ضاعت بين زوايا القتال الدموي
وساحات المسرح اصبحت دانة لتفجير القنابل
حجارة قديمة تساقطت والاسقف ضئيلة ممتلئ بالحكايات والاغاني والاسرار
لصراخ المولودين تعانق حشرجات المحتضرين
وكل الفراعات تنسال منها الذكريات فلا نتملكه
بل اصبح فراغ عمومي للجميع بل للسماء والرياح
للبلدة التي هي فضيحة تجتر البؤس المسن حول طاولات بعيدة الرشد
حيث نجدها نقطة تائهة علي الخريطة
للدروب التي هناك .. ممرات وسيارات تحشد الفلاحون الفقراء
فوق قواعد الحصى والحجارة
كمن شق معراج بالمعاول يدكون الارصفة ويزورون الاسقلت
كضمائرهم والتلال مدمرة اظنها رفات البشر
انها الجرائم المحلاة بالسياسة .. هنا شيخ اختفت صورته من الجدار
ونسيته العجائز فقفز فوق النهر العميق كانه ذو جناح
كمن كان يخفي سرا خشى الافصاح عنه " ان تلك الوديان محروسة لن تهزمها الحروب "
كأننا في قيامة دهر او نهاية عصر والافكار صارت وجهة نظر وذرائع للقتل
والبداوة موطن لقبائل تنافرت وتصارعت علي عيشها وامكنة غنائمها اغنام ترعى
وأسرى تتنصل من القربى اللعينة
والفقر : مجرم مرتزق تفشى وذاع صيته ولم يطاردوه ليقتلوه
بل يلقون عليه التحية اهو كنزهم المبجل ولا حاجة الي تعبئة عامة لقمعه ؟
والغريزة : هي البقاء لي والعدم لغيري
والبلدان المدمرة تمتليء باللصوص كالجراد من كل صوب لإلتهام اثاث البيوت
او حملها الي بيوت ستشرق في وقت لاحق لكن سندات ملكيتها لهم لا لنا
دخلنا الي صالون الاستقبال رأينا من النافذة المهدمة تلويحة صماء لاشجار الصنوبر
عند المنحدر الخطر ولوحة خطية بها جملة واحدة " كل الي زوال إلا الامم "
مؤلفات شفهية لا تترك اثر لرحيلهم ام ملامحهم مختزنة فقط بذاكرة الكمبيوتر بلا حس
حضارة الارقام وحرب باهت السلام
انتظروا وانتظرنا لنفرغ شحنات الحلم الذي صار قذائف وعصبية قبلية
كتبوا البشارات وجلسوا ينتظروا في النتوءات معتوهين
او نيام رافضين الاعتراف بما فعلوا بأنفسهم او مغادرة الهوية
لم يجدوا الافاقة ضريبة الاحلام الكبيرة حتى سئموا الانتظار الممل
وصدى اغنية " كان الذي كان ولن يكون "
30 \ 5 \ 2017
\..