القصيدة الومضة محاولة للقبض على ما لا يُمسك.
لا أعرفُ متى بدأتُ أفتتن بهذا الشكل الشعري الذي يشبه كل شيءٍ ولا يُشبه شيئًا.
القصيدة الومضة ليست نوعًا من الشعر كما يُصنّفون
بل هي ضربة شعور.. شيءٌ يشبه شرارةً في الظلام تلمع وتختفي
وتتركك مشتعلة بما لم تُدركه بعد.
هي لا تحبُّ الشرح ولا تُجيد المقدمات.
تكتب نفسها في اللحظة التي لا تكون فيها مُستعدًّا حين تلمح شيئًا عابرًا؛ جملة؛ صوتًا أو حتى ذاكرة
فتقودك إليه ثم تتركك وحدك أمامه.
أحيانًا.. تكون سطرًا واحدًا لكنه يُربكك أكثر من ديوان.
تُجيد اللمس الخفيف لا تُعلن عن وجودها ، لكنها تبقى
كأثر ظِلٍّ أو ككلمة نُسيت في آخر الرسالة.
ربما لهذا أحبها.
لأنها تُشبه الحياة حين تُفاجئك بلحظة صادقة لا تتكرّر.
أو تُشبه تلك الارتعاشة التي لا تعرف هل كانت من البرد.. أم من المقصد.
القصيدةُ الومضةُ.. نفسُ الشِّعرِ في رمشَة , وليستْ نصًّا يُكتب بل حالةٌ تُعاش
تأتي كما يأتي البُكاءُ دون مقدّمات ، أو كما يرتجفُ الجسدُ حين يمسُّهُ شيءٌ لا يُرى.
لحظةٌ لا تُمسك ، لا تُعاد ولا تُصاغ مرّتين.
تكتبُك أحيانًا أكثر مما تكتبها وتُضيء فجأةً ما ظلّ مُعتمًا
لا تحتاجُ إلى استعراض ولا إلى حبكة
يكفيها صوتُ تنهيدة.. أو رعشة ذاكرة.
ما يُقال فيها قليل وما؛ لا يُقال هو كلّ الحكاية.
عُمق