قصة قصيرة :- | دخلته وافدة هاربة وعندما هجرته كتبته وطن | - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قرأت في كتب الطبيعة " متجدد " (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 55 - )           »          ليل جابك (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 6 - )           »          إلى معالي الشوق ..! (الكاتـب : طلال الفقير - مشاركات : 0 - )           »          لحن أغنيتي (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 4 - )           »          بنت السحاب .. (الكاتـب : ريم الخالدي - مشاركات : 6 - )           »          تحوّلات الشاعر من قصيدة العمود إلى قصيدة النثر (الكاتـب : مهند الياس - مشاركات : 0 - )           »          بعثرة حرف !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75345 - )           »          غيمـه وميـلاد ! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 42 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7501 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2009, 05:34 PM   #1
سلمى الغانمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية سلمى الغانمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سلمى الغانمي غير متواجد حاليا

افتراضي قصة قصيرة :- | دخلته وافدة هاربة وعندما هجرته كتبته وطن |






| دخلته وافدة هاربة وعندما هجرته كتبته وطن |


قبل سنتين تقريبا ًكان الهواء الذي يخيم على مدينتي خانق , أمتدت سموم الهواء وتشعبت أكثر , و لأنني لا أستطيع طرد الهواء كان بين أناملي منفذ هروب من خلاله أعانق التنفس وأنسى الأكسيد القابع , ليس أكسيد لكن شبيه لذراته , وفعلت ذلك حتى دخلت في غيبوبة عن ما يحدث فيما حولي , دخلت وخلال الشهرين الأولى تمكنت من التعايش في العالم الجديد بل لقيت راحتي في غيومه تمطر كل ليلة ليلا ً, متى ما أرد البكاء نمت في خيال صدرها و أسكبت الحنان كصدر أم حنون , حتى أدمنت ذلك المنفذ المُهدد بالانهيار في أي وقت واستهويت تلك الغيبوبة طوال السنتين , متى ما أرد النوم عُد لسريري و منفذي يشاركني نفس المساحة , فالنوم موت مؤقت يُنسيني جمهرة التنفس الخانقة و فور ما استيقظ أمتطى صهوة منفذي لترحب بي جنود الغيبوبة حتى تسدل صفائح الليل في ساعته الأخيرة ما قبل الفجر .

مهنتي كانت كتابة الرسائل دون تغليف مكلف , عنوانيها مختلفة والمضمون واحد , كُنت على سجيتي أرسل ولا أبالي , راقت لي المهنة كثيرا ً, أجُرها دفع الحزن لكن سرعان ما ينقضي و أعود أرسل لأكسب أجراً بالساعة بعد أن كان باليوم حتى باتت كتاباتي استهلاكية تحتفظ بروح مهنتها .
رسائلي تلك تُعبر عن شعور الاختناق بحنين لرجل يسكن داخلي , رجلاً لم يُكن بالأصل في واقعي , رجلاً من زمن آخر , تخر لديه كل الإناث , رجلاً هجرني وبقيت من خلف أسوار السجون أناجيه العودة لكن لن يعود.
كان هذا التعبير المغلف للألم فقط أو الصيغة الرمزية التي لا تظهر سرها وتبعث الحزن على شاكلة أخرى يبدو لي أجمل من تشويه معاني الهواء التي تدوالتها كُتبنا وعرفناها مُنذ المهد , لقد غدوت ماهرة فالليالي جعلت جنود المنفذ يهوين معي السمر على رائحة الحزن المنبعثة .

لقد مرت السنة الأولى على هذا الحال , لم أكُن أعلم إن هذه السنة قد بنت بوريد أحدى الجنود جسرا ًيخبئ ملامحه وأمنيته نصب طرف الجسر الثاني داخل وريدي , لم أكٌن أعلم بأن أحدى حروف الرسائل ستنحت شيئا ًداخله وتنبت أغصان لم تحاول يوما ًأن تتجرأ لميلها , فطوال تلك السنة لم أضع صور تخيل بذهنه بأنني تلك الفتاة باهرة الحسن ولم أتخلى عن أخلاق بنت الريف , ولم أترفع عن عادات و تقاليد جميلة وعُرف في دينه الحياء خير وقار , بقيت كما أنا أصطحب عباءتي عند كل عتبة , لما توالد لديه بناء جسر يرتكز على عمود فقط ؟ .
مرت الأيام وذلك الجندي لا يفصح لكن مرسى الرسائل يفضح عيونه العفيفة , خطيئته الوحيدة طرد قالب الرمزية , كان كبحر هادئ لا تعرفه الأمواج , يخبئ بين جنبات قلبه ما قد عرفته , ومحبته للسامر كانت كصديق خائن أفشى السر , نام وأيقظته أفواه الناس تغرد بسره , لم يعير ذلك اهتمام , لأن ما حصل كان مساعد لسُحب قلبه إن تمطر , لكن مازال و مازلت أرقبه بعدما توقفت عن بعثرة الرسائل , أقرء تفاصيل سطوره وأبتسم ليس من باب نكر النساء , فقط لأن ذلك بعد قرابة الخمس شهور استطيع شيء فشيئاً إن يحقق حلمه لينصب العمود الثاني .

السنة الثانية كانت غامرة دفء رغم إن الشتاء حاضر , كان الربيع صديقاً عزيز في بعثرة الخريف يؤنس جفافي , لم يكن بيني وبينه تواصل , هو إلى الآن لا يعرف بأن جسره أكتمل بنائه , فقط الإحساس بأنهم جانبنا يدغدغ الأنهار لتجري ضاحكة والأمسيات تتغزل بها .
لم أشرع النوافذ , وهو لم يقفل أبوب قلبه , محاسن نفسه , وبقى صامت عن نبضاته , ليس إلا أن كل ما في الأمر كان يخشى رفضي فهو يعي جيدا ًقناعاتي وهذا ما جعلني ألبس الجسر كل صباح أطواق ياسمين لا تنضب .
مرت فترة ليست بقصيرة على امتداد ذلك , تم تخطى كل الحواجز إلا حاجر أللاعتراف .! ليس لكبرياء منه و ليس لغروري و أنما لخجل ولقناعة تراودني أبعادها تمتد بي لأكثر , ركُن هناك أحساس مطمئن للطرفين لكن لم يلبث كثيراً حتى يباغته شهراً ثقيل , شهر ديسمبر من السنة الثانية , شهراً أطبق على الأنفاس , شهراً أوقف أجهزة تطالب بالضرائب عند كل منفذ دون وجه حق بما حال بيني وبينه , لأصحو من غيبوبتي على حزن آخر , لا يبحث عن الأكسجين لأن ببساطة العضلة التي تتنفس تركت لديه والعضلة التي تنبض مرافقة لها وغادرت دون كتابة الرسالة الأخيرة .

لا تلؤمني ليس جحود , فالمكان الذي جمعنا دخلته وافدة هاربة و لما هجرته كتبته وطن لأجلك و سأكتبه حتى تغرد هذه الروح بقناعة قلب وقبله فكر أيقن بأن القناعات ستكون مرنة أكثر كل ما تقدم بنا الزمن ؛
كتبتها هذا العام لكن سدونها بذلك العام , عام ثلوجه الآن تنصهر لأنصهر معها دموع لا ترضى الوداع , كتبتها لأقفل القلم فحبره الآن لا يفي لنا فليجف قلمك وينساني , تلك جناية الهواء المسموم وليست جنايتنا
خنقنا أول و ألحق بالتالي لتحيى أنصاف مبتورة تعرفها الأحزان وتبدد هو دون إن يدرك لنا أسباب لهم ومبررات لنا فالأفعال غير منطقية لها أسباب منطقية .

الشذى / سلمى الغانمي
15/5/1430هـ


 

التوقيع



الحُزن وحده من يغني , وتتجمهر حوله قلوب كأنها من بيوت طين مهجورة .

twitter : salma alghanmi

سلمى الغانمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2009, 09:50 PM   #2
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1115

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هِي فُصُول الشّعُور

سَلْمى

تَمْتَلكِي رُوحَا ً بِالكِتَابَة تَحْمِل الْجَمِيْل والبَهِيّ -وإن غلّف الحُزْن حَرْفُك ِ-


الأجرُ المُتَحوّل مِن اليَوم لِلسّاعَة كّانَ تَعْبِيْره شّدِيْد ُ الْجَمَال ِ بِرَغْم ألمه

سَلْمى
لِزَامَا ً عَلَيْنَا المُرُور
دُمْت ِ

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-14-2009, 08:26 AM   #3
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


..

سلمى..
لم تكن التفاصيل بـ.هذه القصة صغيرة,
بل كبيرة وبها من اللغة والحبكة والتركيب والصور
الكثير من الـ.جمال.,
"بعيداً عن الـ.سردية وتقطع الأنفاس وضبابية تدرج الأحداث "
استوقفتني الـ.فقرة الأولى لما بها من جمال ودهشة..
مؤطرة بـ.الحزن ياسلمى هذه الـ.قصة,.
فـ.لروحكِ الـ.ورد ..

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-14-2009, 10:49 AM   #4
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 63490

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


*
يا الله ،
مَا أبدَعَكِ وَ أبدَع قلمكِ و خيالكِ الخَصْب وَواقعيّتُهُ .. أيضاً .
بصِدق قرأتُ هذه القِصّة بِنَفَسٍ وَاحِد
وَ خَرَجت بِنَفَائس كَثيرة !
فـ شُكراً .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2009, 06:34 PM   #5
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


سلمى ،

أهلاً بكِ
وأشكر ثقتكِ الكبيرة التي تُغدقينا بها ،
كونكِ تتقبلين النقد بأرحب صدر ،

،

القصة ، تحمل فكرة جميلة ومميزة
والتميز لا يعني فقط في إستحضار الفكرة ، ولكن تهيئة الأجواء لـ الحدث الناقل / الساحق لـ كُل الأحداث في النهاية ، فقد كانت القصة في بدايتها تحضير لما سيأتي ، ورسم لـ تفاصيل أعطت القصة طابع بنكهة جديدة ، ومراسيم دقيقة لـ معنى السرد .

كُنت أتمنى إهتمام أكثر بـ مظهر القصة الإملائي والنحوي قليلاً ،
ولكن ذلك ليس بخطأ كبير ، فهو يحتاج إلى إعادة قراءة وتركيز بشكل أكبر فقط ،
،
كتابة القصة ليست بالأمر الهين ، فهي أسمى مرات الكتابة من وجهة نظري
وأنت يا سلمى بـ سمو فكركِ تستطيعين المواصلة وبـ نفسٍ مُمتلىء
،
ثقتنا في ما تكتبين يا سلمى كبيرة
تجعلنا ننتظر البوح القادم بـ شغف .


كل الأماني لكِ بالتوفيق

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.