(1)
حتى زجاجةُ العطرِ كنتُ وفياً لها..!
هل تذكرينَ اختياركِ لهُ ليكونَ بعدها مبدئي
الذي لا يتبدّلُ ورونقيَ الذي لا ينجلي،
هل تذكرينَ حينَ قلتُ لكِ
من خلالهِ سأعلِّم الكون قيمة الوفاء المفقود.!
(2)
انا لستُ عادياً أبداً، فـ مواقفي صلدةٌ
ومبادئي متمردةٌ..! و أنتِ كنتِ بالنسبة
لي "كْرِيستالةٌ"، وانا انعكاسُها بها ..
كنتِ زمُرّدَةً وأنا قُزَحها..
كنتِ تمتماتيَ الصوفيّةَ..
وموسيقى العزفِ لـ حُريّتي ..!
(3)
في 13/8/2004 أهديتكِ معطَفاً جِلدياً
إبّان سَفركِ لـ -جبالِ الألبْ-
مازلتُ أتذكر التاريخَ جيداً،
حتى أنّي أذكُر بدلتكِ المُزركشَةَ
اللتي قلتُ لكِ بأنْ لا تلبسيها
-ولمْ تُطاوعي- فـ ابتسمتُ لطفولتكِ
وقلتُ في قرارةِ نفسي
-إمرأةٌ دبلوماسيّة - ..!
(4)
كلُّ شَيءٍ بعدكِ كما كانْ، يوميّاتي
مُسْتَمرّةٌ بظلّها المرتبِكِ
وقصائدي تترنمُ عشقاً وحباً
لكن دونَ تفاصيلِكِ...!
مخيّلتي ما زالت تُردد أنَّكِ أنثايَ،
وعقليَ الباطنُ يصرخُ أنَّكِ رحلتِ..!
(5)
مازال أيلولُ ملمَس المُتعةِ؛
لأنه عيدُ ميلادِكْ، وما زلتُ ذلكَ
-الدرويشَ الفيلسوفَ - والقدّيسَ
المتلهّفَ لـ رؤيتكِ..!
(6)
كلُّ شيءٍ ما زالَ، حتى الزوالُ نفسه
ينادي باسمكِ وبـ جلَساتِنا
-على المُتوسِّطِ- يومَ تخرجْتِ،
وأقسَمتُ أنْ أُبايعَ بعضكِ على طَريقتي ..!
(7)
مازلتُ أبدأ ضُحى يوميَ بالإستماعِ
لـ موسيقى الريحِ الفرنسيةَ
كُلّ صباحٍ أكتبْ بيتاً
كما تعودتُ لأصبّح ذاتي من خلالكِ بهِ
حتى في رحيلكِ أكتُبهُ؛ لكنه شاحبْ ..!
(8)
ذات ذكرى حدثتُ نفسيَ،
بـ أملِ عودتكِ واستيقظتُ فجأةً..!
هل تعلمين، بأن إيمانكِ بـ حبي
كانَ مَحضَ صدفةٍ..
بعكسي أنا؛ فـ حبي
مع سبق اصرارٍ وتفرّدٍ
لذا لن يتفتَّقْ عن خلودْ ..!
(9)
بعدكِ بقيتُ كما أنا،
رغمَ زواجيَ مراتٍ
وانفصاليَ مراتْ
وإحتضانيَ لـ ضوءٍ ودرّةٍ
وكل هذا ما -زلت أحبكِ-،
لم أنسَ لحظةً استدارةَ القدرِ
معكِ حين نطقَ حذائكِ
على مضضٍ -الرحيلْ- ..!
(10)
مازلتُ أغازلُ كل صباحٍ نسائمَ الشروقِ
من حُنجرَةِ فيروزَ، فـ ومضاتها كانت
وما زالت إضاءةً لـ فكرٍ تجردَ
من كل شيء إلا ذكراكِ ..!
(11)
أنا لا أندبُ الحظّ ولا أناجي الندمَ
لأني عشقتُكِ،
فالحبُ عنديَ رسالةٌ،
معكِ أؤدّيها على أكمل وجهٍ
لذا لا تظنّي بأنيَ مُتألّمٌ بـ قدْر إشفاقي
على عُشاقِ هذا الزمنِ المخادعينْ ..!
(12)
ليس من عادتي إدعاءُ المثاليةِ،
فـ مثاليتي ركنٌ من أجزاءِ
روحيَ المنهكةِ
وروحيَ مثالٌ للتماثل الصادق،
لكنْ صدقيني بعدكِ لا الإناثُ إناث
فـ كُلهنّ في عينيَّ،
فراغٌ يضجُّ بالهدوءْ ...!
-ولم تُخلقْ بعْدُ مائيةً كـَـ أنتي- ,,, !!
.
يا أحرفاً نُقشَتْ في الذات وارتَسَمَتْ
.....منكِ العُذوبةُ منّي خُلبُ أمواءِ ..!
الصِّدق ديدنُ قـلبٍ باتَ مُهترئاً
...... لله درّي وفـاءً يا أحـبائي ..!
في دُفِّ صـدركِ كم أنَّت أمانينا
...... ومـن جدائلكِ الغرّاءُ إغوائي
وكـلِّ هـذا غـياباً يا مُؤنِّسَتي
.."" وفُسِّرَ الماءُ بعدَ الجدِّ بـ الماءِ ".!
نوفمبر/2006
.
.
م/ي
.