ساديَّةُ ذاكِرَة . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 825 - )           »          (( حِلم انساني .....!)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 7 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3922 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 2922 - )           »          لَفَتات >> في آيات (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 999 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 6130 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75399 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 609 - )           »          نصوص بلا أجنحة ..🪽🪽 (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 15 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2011, 06:12 PM   #1
نبيل الفيفي
( يسمعُهُ الله )

الصورة الرمزية نبيل الفيفي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

نبيل الفيفي غير متواجد حاليا

افتراضي ساديَّةُ ذاكِرَة .


لمْ أكُن يوماً دونَ أرجُل , و لَم يبتدِئنِ الرّصيف و أنا حزين .. و لم ينتهينِ و أنا ألهَث ! .. لم أكُن يوماً فاقِداً لأهليّة الحُلمِ و أنا أنضُجُ تحتَ الشّمس , و ما عبرتني نجمَةٌ و أنا أسألُها عنِ الرّاحلين ! , لم أُدهَسْ بحصانِ الرّيح و أنا أبحثُ في عربتِه عنِ وجوهٍ غرَبَتْ ! , و ما أعرتُ الانتظار بالاً و لا حايلتُ زنبقةً عنِ النّوم ! , لَمْ تنطِفئ حُنجرُتي وسطَ النّشازِ المُخيف ! .. و لَم تغفُ عَيني عن مُلاحقةِ خِرافي خشيَةَ لصٍ يفجعني بواحدةٍ منها تحتَ جُنحِ اللّيْل! , لم أتنكّر لِشجرَةٍ أوَتْ ظلّي يومَ لا ظِلاً إلاّ ظلّي ! ..
كنتُ في هُدنَةٍ مع ذاكِرتي و التي طالما خِفتُ مِن أن تفتحَ أحدَ أبوابها في وجهِ الشّمس و أموت وحدي , كنتُ في هُدنَةٍ معَ مدفئتي .. أحطبُ لها مِن الأملِ ما يُسكِتها عن الثّرثرة و يُدفئُني ! لَم أبتكِر مِن الأغاني إلاّ ما يُساقِطُكِ لي ظَمأً, و لقلبي .. و لشوارعي و أرصفتي التي تتكاثَرُ وما استهديتُ إلى الآن كَيْفَ أوقفُ تناسلها فيّ ! بعدَكِ تمنّيتُ لو أنّهُ كانَ بمقدوري أن تُناصفي جسدي لنبدأَ السّيرَ معاً , لنشربَ معاً , لنسبقَ الصّباح و نخطُفَ مِن يدِهِ رغيفاً ساخِناً , و نستحلِبَ مِن سمائِهِ ماءً تُروي عطشنا , ذلِكَ العطَش الذي شرّدني و أنا أسافِرُ مّني إلَيْكِ بحثاً عَن واحَة , شرّدني منكِ إلَيْ و أنا أبحثُ عن ضفيرةٍ يرجَعُ نسبَها إلى اللّيْل إلى اللّيْلِ الأبيض , إلى اللّيْلِ الودود .. إلَيْكِ !
بعدَكِ يا صغيرتي ! فتّشتُ في ذاكِرتي عن قطرةِ دمٍ واحِدَة تُدينُكِ .. تُدينُ ساديّتكِ .. تُدينُ هذا الغيابِ المُجرِم , هذا : اللّص .. و كلّ محاولاتي ترتدُّ إليّ فشلاً ذريعاً .. فشلاً أستحي بالمُجاهرةِ بِهِ أمامَ نفسي , و أمامَ مرآتي ! ما إن غبتِ أخذَ كُلّ شيءٍ فيّ بالانسحاب شيئاً فشيئاً و كأنّها عمليّةٌ خطّطتِ لها و تواطأت أشيائي معكِ و خُلِّفتُ كأيِّ قطعةٍ كانَ لها تأريخٌ و مولِدْ أصبحت أثريّة تدلُّ على قوةٍ خفيّة أحالتها إلى ما هيَ علَيْه و أنتِ من تعلمينَ أنّي أكرهُ الآثار , و تلكَ الوجوهِ التي تنظُرُ لـ اللاشَيء ..
لذا أكرهني الآن جداً , جداً .

























رُبمـا !

 

نبيل الفيفي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.