أيَا صحبةَ الخيرِ، إليكمُ أشواق

[هلا العريفي]

يفيضُ من الأشواقِ قلبي
إلى رفقةِ الخير ،
إلى من عمّروا في النفسِ
آمالاً وأحلاماً كما الغيثِ ،
هتّانٌ يُمطرُ أرضيَ الجدبـا
بذكرِ اللهِ والقَصَصِ ..
وأنُسِي بينهمْ يزهَى
وأتغنّى بقرآني ،

أيَا صاحبةً
زادَت بإذنِ اللهِ
في قلبي الهمة
وواسَتني ،
حينَ الوصلُ قد قُطِع
بينِي وبين أصحابي
وكانت فرحـــةً تحكي
لبقايا يأسيَ التّوقَ
لرحابِ الدورِ والذكرِ

ودمعها يجري ..
وحينَ أُبادرُ السؤلَ
عنِ الذي يُبكي؟
تقولُ بأنّه الحبُّ
لأجلِ اللهِ يجمعُنا
لأجلِ البرّ والتقوى
كثيراً ما تعاونّا ،
وإذا ما تفرّقنا
فربّ النّاسِ يجمعُنا
ويا ربُّ فِي الجنة !

فرِحتُ لهذهِ الدعوة
ونفسِي تُأنبُني
لأني على علمْ،
أن أشدّنا حباً
في اللهِ للآخـر
قد يحظى منَ اللهِ
بمحبةٍ أعظمْ ..
وكانتْ هِيَ صدْقاً
قد سبقتنِيَ القولَ ..

أَحنُّ في صمتٍ
لفصلٍ كانَ يجمعُنا
ومجالسًا شهِدت
تلاوتنَا وتكبيرا
إذا الفوزُ حالَفنا
وفي الحلقاتِ نافسنَا
تعلّمنَا .. تسلّينَا

وهاهوَ قلبي
يفيضُ اليومَ أشواقا
إلى رِفقةِ الخيرِ
ويعوّضُ الربُّ
فقداً كاد يُضنِيني
ولكنّ النّفسَ تعتَصِمُ
بحبلِ الله ، لا تبكِي
ولا تُفرِطُ الشكوى ،
لأنّ ذا الإكرامِ منّانٌ
على العبدِ إذ يبغِي
مناراتٍ إلى الخيرِ
تُرشدهُ وتهدِيه ..

والفألُ لا زال مُنبعِثاً
من النفسِ يسري بي
إلى الإحسانِ في الظنّ
فربُّ الخيرِ لا يأتي
سِوَى بالخير للعبدِ ..