بقايا ليلٌ في فَمي .. ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 602 - )           »          أطيافُ الحبرِ والغياب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          العُتاةُ على العُروشِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          فن القصيد (الكاتـب : عبود القحطاني - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          حجرة الذكريات والهروب (الكاتـب : النجلاء - مشاركات : 39 - )           »          شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - مشاركات : 0 - )           »          القصيدَة الومضَة (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 1 - )           »          صورتي في عينيك .. (الكاتـب : نازك - آخر مشاركة : د. لينا شيخو - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2009, 08:32 PM   #1
نبيل الفيفي
( يسمعُهُ الله )

الصورة الرمزية نبيل الفيفي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

نبيل الفيفي غير متواجد حاليا

افتراضي بقايا ليلٌ في فَمي .. !


عندَما تطالُني يَدُ إل " لماذا " يمتَلِئُ جِدارُ عقلي شقوقاً مِن إثرِ صُراخِه .. و أصرَخْ ,
يتمدّدُ عقلي .. و تزيدُ مساحَةُ الأسئِلَة .. دونَ منفَذِ إجابَةٍ .. و أصرَخْ ,
تلفّني المتاهات: ورَقَةَ تبغٍ.. يُدخِّنُني اللّيْل.. ينفُثُني عَجزاً .. و أصرَخ ,
أبحَثُ عن وَجهِ أمّي, أنبُشُ صَدري و لا أجِدُ سِوى إصبعها و قد تفرّع مِنها ألفُ غصنٍ يابِس.. و لا أصرَخ بعدَما سلَبَتْ أمّي صَوتي, أرخي جَسَدي على الكَوْن وأنظُرُ إلى الله, أعلّقني في: سمائِه, سحابِه, نجومِهُ و قمَرِه.. و أعلَمُ كَم أنا كامِلٌ بهِ و جميلٌ بهِ و قَوِيْ غيرَ أنّ ذلِكَ الحُزن الذي يقتاتُ جَسَدي, و قلبي, و أركاني ينسينبه و يتركُني في أيدٍ اختَلَطَتْ بنارٍ ومعصيَة – الاعتراف بالخَطيئَةِ تَطهير و التّطهيرُ: دمعَةُ بينَ يَديْ الله -...
لا أدري لماذا حينَما أريدُ فتحَ فمي : يتهيّأ كلّ مَن حولي للابتسام .. يُجبِرُني كُلّ من حَولي على أن لا أحتَجَ على حُزني.. كُلّ مَن حَولي يُفلِتونَ مِن عقولِهِم ثمرَ كلامٍ حَزين تَستَقبِلُهُ أفواهُهُم و يبصقونَ بِهِ في وَجهِي دونَ علمٍ منهم أنّهُ باتَ كقُمامَةٍ تجمَعُ حُزنَهُم و ما أفرَغتُها يوما, لا أستَطيعُ إفراغِه يوما مِن ملامِحهِم.. فرُبّما أتى أحدَهُم و قَد تبرّأتُ مِنهُ ومِن حُزنِه و لا يعرفني حينها ... !
لَسْتُ أوسَعُ صدراً مِن حُزنِهِم علَيْهِم .. و لا مِن عيونهِم إن تدلّتْ مِن أغصانِها دموعهم ! و لكنّي أجسِّدُ دورَ مُهرِّجٍ فاشِل على مَسرَحٍ يُجيدُ فيهِ الحُزن اقتسامَ دورَ البطولَةِ معي فيه.. و أظلّ خارِجَ النّصّ معَهُ كَيْ يملّ مِن كآبَتِه و يملّ الجمهور مِنهُ, لكن دائِماً ما يقرأُ عَيْني: سطراً سَطرا.. و يتفنّنُ في وضعِ الفواصِلِ و الانكسارات الاعتراضيّة .. يطولُ المَشهَد .. و يطولُ الحزن و تبدَأ المسافَةُ بيني و بينِه تتّسِع و أُمَلّ, أشيرُ بسبّابَتي للسّماء: يراني الله , و أحَد الحاضرين يجري مُسدلاً السّتارَ طمَعاً في مَشهَدٍ أطوَل..
لماذا لا أفهَم أنّ الحُزنَ آيَةُ اللهِ على مسرَحٍ اقْتَضّ بالممثّلين..؟!
لماذا لا أفهَم أنّ الحُزنَ يُقرِّبُ دَمعَةً على بابِ الله ؟!
لماذا عندما أحزَن لا أتذكّر سِوى أمّي ومَن أرحلوني منهم..؟!
أيْ أنّهُم فيّ رُغمَ هذا .. – لَسْتُ ذلكَ الوَفيْ الذي لم ينسَ و لَم يقسُ و لَمْ, و لَمْ.. و لمْ – و لكنّهُ الحُزنُ مَن علّمَني : أنّ اليدَ المتعرّقة بهِ أطوَلُ مِن غَيْرِها و أصدَقُ تقبُّلاً و قبولا ...
في أحدِ المرّاتِ سُئلَ طِفلٌ عن أمِّه .. قال: ذَهَبَتْ إلى الله و ستأتي لتأخذنا معها إلى الجنّة,لذا : دائِماً ينظُرُ إلى الله, يُعلِّقُهُ في : سمائِه, سحابِه, نجومِهُ و قمَرِه.. و يعلَمُ كَم هوَ جميلٌ بهِ وكامِلْ .





















رُبمـا !

 

نبيل الفيفي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.