أحيانًا.. لا يأتي الوجع على هيئة دمعه عميقة وذكرى أنيقة
بل يأتي بصمتٍ مُهذَّب؛ في عينٍ جامدة لا ترفّ وفي يدٍ لا ترتجف.
وكأنّ كلّ داخلك قد انتهى دون إعلان.. دون صراخ.
في منتصف الخسارة لا نبكي ،‘ لا نحتج ،‘ لا نطلب العودة
فقط نُراقب ما كان وكأنّه لا يعنينا.!
ذاك هو الشعور البارد.. حين يتجمّد الحنين ويتبلّد الرجاء
وتغدو التفاصيل التي كانت تزلزل القلب عاديّة ،‘ باهتة.. لا صوت لها.
تتمدد الذكرى أمام أعيُننا كطيفٍ باهت
لا نشعر بلَسعةٍ ولا بلذعة
كأننا قد اخترنا الاستقلال عن عالم المشاعر
وألقينا بأنفسنا تحت جناح سكينةٍ مُزيفةٍ أو ربما غامضة
لا ترفرف بهدوء يشبه الحياة
بل تنساب كضباب يخنق الروح
موتٌ هادئ لا يصدر سوى الصمت.
اليدُ التي لا ترتجف.. ليست يدًا قويّة بالضرورة.
فقد تكون يدًا تعِبت من الارتجاف؛، من الإمساك ومن الرجاء
تعبت من التشبّث بشيءٍ ينزلق أو ينكسر.
هو ذلك البرود الذي لا يُشبه التعافي.. بل يُشبه الانطفاء بعد الحريق.
لنوع من الهدوء الذي لا يجيء بعد العاصفة.. بل هو العاصفة وقد استقرّت في قلوبنا بلا ضجيج.
إنه الشعور الذي لا يُكتب بسهولة.. لأنه لا يصرخ
ينظر إلينا بهدوء ويقول "كلُّ شيءٍ انتهى.. وأنتَ ما زلتَ حيًّا".
عُمق