"الذين يقفون على الهامش يبدون أنيقين… لأن الغبار لا يصيبهم."
يُحكى أن الحياة مجرد لعبة. لا، ليست تلك اللعبة التي تحتاج فيها إلى يد تحكم أو بطارية احتياطية، بل لعبة أكبر من كل ذلك. لعبة لا توجد فيها قائمة "خيارات"، ولا تستطيع أن تحفظ تقدمك فيها لتعود لاحقًا. والأنكى من هذا كله: ليس لك دليل استخدام.
في هذه اللعبة، يولد الناس في مستويات عشوائية: البعض يبدأ من "الفيلا والمربية الأجنبية"، وآخرون من "غرفة بباب خشبي يصدر أنينًا". والبعض... يولد في الانتظار، لا يعرف إن كان بدأ اللعب أم لا.
لكن أهم قاعدة في هذه اللعبة هي: لا تكن خارج اللعبة.
قد تتساءل: وماذا يعني أن تكون "خارج اللعبة"؟
يعني أن تجلس على رصيف الحياة، تراقب الآخرين وهم يتخبطون في محاولات يائسة للفوز، وأنت تصفّق أو تسخر أو تتفلسف، لكنك لا تتحرك.
في هذه اللعبة، اللاعبون لا يُحاسَبون على الفوز أو الخسارة، بل على المشاركة. نعم، تمامًا كحفل مدرسي، الجميع يخرج خاسرًا بطريقة ما، لكن الفائز الحقيقي هو من ظهر على المسرح وأدى رقصة غريبة دون أن ينكسر داخليًا.
المشكلة أننا نُحب أن نكون "نقّادًا" للعبة دون أن نكون لاعبين. ننتقد السياسيين، الفلاسفة، الرياضيين، وحتى الطهاة، ونحن لا نعرف كيف نقطّع بصلة دون أن نبكي.
نُفضّل البقاء في مقاعد الجمهور، لأن الفشل على خشبة الحياة قد يكون محرجًا. لكن ننسى أن البقاء في الظل لا يجعلنا أنقياء، بل يجعلنا مجرد ظلٍّ لنجاحات الآخرين.
ولذلك، لا تكن خارج اللعبة.
شارك، حتى لو كنت لا تعرف القواعد. اختر زر "البدء" حتى لو لم تكن تعرف النهاية. ارتكب الأخطاء، تعثّر، قف مجددًا، واكذب على نفسك قليلًا لتكمل المرحلة التالية.
في نهاية اللعبة، لن يسألك أحد: "هل ربحت؟"، بل سيسألون:
"هل لعبت؟"