المقهى
مررت الأمس بالمقهى العتيقِ
وَلِهْتُ إليهِ كالصبِّ المشوقِ
جلستُ بركنِ زاويةٍ وحيداً
أفتشُ بالوجوهِ على صديقي
بحارُ الذكرياتِ لطمن وجهي
وقلبي باتَ كالطفلِ الغريقِ
هنا كانت بداياتي ونبضي
وأول خطوةٍ ركبت طريقي
هنا كان اكتمالُ الوعي عندي
مع الفنجانِ و الحبرِ العبوق
وطاولتي التي طُرحت عليها
مقالاتي ، وبعضٍ من حروقي
هنا كانوا رفاقُ الحرفِ حولي
وتعلو نغمةَ الشعرِ الأنيقِ
هنا كان الزمانُ زمانَ فكرٍ
وكان يفوحُ بالأدبِ الحقيقي
جهلتُ العُرفَ أم خَرفَت حواسي
فباتَ الدَّمعُ يهطلُ كالعقيقِ
مضى عقدٌ وعقدٌ ليس كافٍ
لكي أغدو من الزمنِ السحيقِ
شعرتُ بغربةٍ تجتاحُ روحي
وسمٌّ باتَ يسري في عروقي
حملتُ تعجُّبي ورحلتُ عنهُ
وكالبهلولِ أَهذي في طريقي