منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الأديب محمد البلوي في كنف وميض سراج عتيق ( نشر أول )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2016, 01:26 PM   #14
محمود الجندي
( كاتب )

افتراضي


مثلكم، جميعًا، يا أ. محمود،
أنا عبد الله، ابن النُّور...
لكنَّني رجل ظلٍّ، يُحبُّ العزلة، ويتجنَّبُ الضُّوء،
وأنا ابن "الضَّادِ" السَّاحرةِ الآسرةِ،
ابن العربيَّة الخالدة،
أحاولُ، مذ وقعتُ في حبِّها، أنْ أتعلَّمها، وأنْ أتعلَّمَ منها، وما زلتُ...
من حجازِ الخيرِ امتدتْ بي جذوري، حتَّى نبتتْ في شامِ البركة نخلتي، بين التِّين والزَّيتون.
أَنَا الْأَعْمَى، وَذَاكِرَتِي مُكَعَّبَةٌ، أَشُمُّ رَائِحَةَ الْأَلْوَانِ، وَأَرَىْ مَلَامِحَ النُّوْرِ فِي وَجْهِ الظِّلَالِ،
وَأَعِي، جَيِّدًا، مَا لَا يُقَالُ، وَأَقْرَأُ مَا لَا يُكْتَبُ، وَأَسْمَعُ الصَّمْتَ، وَأَلْمِسُ الصَّدَىْ،
وَأَتَذَوَّقُ رَحَابَةَ الْمَدَىْ وَحِيْرَةَ الْخُطَى،
وَأَتَخَيَّلُ شَكْلَ الظَّلَامِ فِيْ الظَّلَامِ وَشَكْلَهُ حِيْنَ يَنَامُ، أُضِيءُ، وَإِنْ لَمْ يَمْسَسْنِي شَوْقٌ، وَبِالشَّكِّ أَنْطَفِئُ، لَكِنَّنِي لَا أُعْتِمُ وَلَا أُظْلِمُ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شبيه الريح
ابن الغيم
الأديب المبجل القدير محمد البلوي
علمتني لغة الأرقام منذ الصغر
أن العدد صفر
إنما هو عدد متفرد بكل صفاته من بين الأعداد الأخرى
و ما بين الموجب و السالب يبقى الصفر في المنتصف
ليفصل بين الأعداد الموجبة و السالبة
و كأنه اتزان للروح حين ينتابها الجموح و الشرود
في لحظات الفقد و التيه
و علمتني لغة الأرقام أيضاً
أن القسمة على ذات العدد صفر
تبقى قيمة غير معرفة
و كأنه يمثل فارس نبيل ترعرع في كنف الفضيلة
لا يقبل لمبادئه أن تتجزأ و تتنوع بحسب المواقف
و ما بين اتزان الصفر
في معادلة الأرواح السقيمة
و ذاكرة مكعبة ترى ملامح النور في وجه الظلال
كانت هناك فآصِلة واحدة تَختزل ملامح كل هذا الجمال
فما أشبه لون نقاء قلبك بـ صفاء بياض الثلج
حتى أنكَ نستطيع أن نلمس الصدى
و تشم رائحة الألوان
فهذا يثبت و بلا جدال
أن هذه المحبرة الملائكية استوحىت فلسفة الضاد
من عُمق الكمال وعنفوان الصباح
و كيف لا
فمن كانت جذوره تمتدُ من حجاز الخيرات
و حتى موقع أرض الحضارات في حلب الشهباء
فهو الوحيد القادر على أن يرسم الظلام في الظلام
و يتخيل حتى شكله حين ينام !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقلمك الإستثنائي تنحني زهور الحرف تبجيلاً و تعظيما

 

التوقيع

محمود الجندي غير متصل   رد مع اقتباس