ليست النيران وحدها
آه، أجل، إني أذكر
آه، عينيكِ المنغلقتين
كما لو يملأهما من الداخل
نور أسود.
جسدكِ كله
كاليد الممتدة
كغصن قمري أبيض
والنشوة،
حن يقتلنا شعاع برق
حين يصيبنا خنجر بالجراح في جذورنا
ونور يضرب ***
وحين نعود شيئاً فشيئا
إلى الحياة مرة أخرى
كأنما ننبجس من أعماق المحيط
كأنما نعود من السفينة الغارقة
مثخنين بالجراح
وسط الصخور والطحالب الحمراء
.
ولكن،
ثمة ذكريات أخرى
لا زهور الحرائق فحسب
بل براعم صغيرة
تظهر فجأة
حين أكون في القطارات
أو أسير في الشوارع.
أراكِ تغسلين مناديلي
وتنشرين على النافذة
جواربي الممزوقة.
أرى هيأتكِ
التي يطغى عليها السرور الكامل
كأنها ومضة من اللهيب
دون أن تدمركِ.
مرة أخرى
أيتها المرأة الصغيرة
لكل الأيام
مرة أخرى كائن إنساني
إنسان متواضع
فقير في عزة
كما عليكِ أن تكوني
كي تصبحي
لا تلك الزهرة السريعة
التي يذبلها رماد الحب
بل الحياة كلها
بالصابون والإبر
بالرائحة التي أحبها
للمطبخ الذي ربما لن يتوفر لنا أبدا
والذي ستكون فيه يداك
بالنسبة لي
بين البطاطس المقلية
وثغرك يغني في الشتاء
إلى أن نصل المشويات
هما السعادة الدائمة على الأرض
.
آه يا حياتي
ليست النيران وحدها
هي التي تحترق
فيما بيننا
بل الحياة كلها،
القصة البسيطة
الحب البسيط
لامرأة ورجل
مثل كل الآخرين.
*
ترجمة: ماهر البطوطي
من ديوان أشعار القبطان