منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشيء الذي ترك لسانه عندي وذهب...
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2014, 12:46 AM   #7
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


وهذا ما حدث فعلاً
خلال الأيام القادمة بدأت أمي في البحث عن فيلا جميلة وتتسع لنا جميعاً
جلست معنا أولاً واستمعت لرغباتنا كلنا
كانت أمي حامل في ذاك الوقت، وكانت في أشهرها الأخيرة
قلت بأني أريد غرفة منفصلة لي وحدي
أخواتي الصغيرات نورة وصفية وآمال وافقن على أن يكنّ معاً في غرفة واحدة
مع أن نورة أكبر منهن كثيراً، إلا أنها وافقت على أن تكون معهن حتى لا تحرمني من الحصول على غرفة لوحدي
وسيحصل أحمد وعمر على غرفة منفصلة

نحن سبعة
أربع بنات، وثلاثة صبيان
أنا البكر، ثم نورة بعدي بأربع سنوات، ثم أخي أحمد أصغر من نورة بسنة واحدة
ثم صفية أقرب أخواتي لي، وأحبهن إلى قلبي أصغر مني بثمان سنوات،
ثم آمال عمرها الآن 18 عاماً، وعمر 15 عاماً، ثم زايد آخر العنقود

طوال تسع سنوات كنا نحن الستة، لأن أخي زايد ولد فيما بعد،
كنا كلنا مجتمعين في غرفة واحدة
اشترى لنا أبي من تلك الأسرة التي تجمع سريرين معاً، واحد في الأعلى والآخر في الأسفل
غرفتنا كانت كبيرة جداً
وتلك الأسرّة ضمنت لنا مكاناً كبيراً لطاولات الدراسة وفسحة للعب أيضاً
كان أخي أحمد ينام لوحده، ونورة كذلك
أنا وصفية كنا ننام في سرير مشترك،
آمال كانت تنام في سرير صفية، وأحياناً على سرير نورة
عمر أخي ينام عند أمي، لأنه كان صغيراً في ذاك الوقت

كنا نجتمع جميعاً في غرفتنا
نحن وأمي وإخوتي وأصدقائنا
كنا في غرفتنا أو في الصالة، لم نكن ندخل غرفة أمي إلا قليلاً
وكانت حياتنا متداخلة مع بعضنا البعض، نفعل كل شيء معاً
كل شيء
لذلك لم يكن قرار الانتقال لفيلا كبيرة سهلاً
قررت أمي أن تبحث عن منزل صغير،
وصالة كبيرة تجمعنا جميعاً،
لأنها كانت قلقة من أن الفيلا الكبيرة ستقلل من تجمعنا معاً
كما كانت تفكر في وسائل لجمعنا معاً قدر الإمكان
ففكرت بأن البيت الذي سننتقل إليه يجب أن يحتوي على حمام مشترك للبنات
وآخر للشباب يقع في منتصف البيت،
وقررت أن كل غرف النوم يجب أن تكون في طابق واحد

وأخيراً بعد بحث طويل
استقرت أمي على فيلا جميلة جداً تقع في منطقة المرور
عند دخولنا للفيلا عرفت أمي بأنها ستكون بيتاً جميلاً لنا جميعاً
كانت تتكون من 3 طوابق، ومطبخين وغرف كثيرة ومتسعة وحمامات سيراميك ملونة
كانت كما أرادت أمي،
كل غرف النوم كانت في طابق واحد،
في منتصف الغرف فسحة كبيرة حولتها أمي إلى غرفة معيشة حتى تكون قريبة منا جميعاً
في الطابق الأخير غرفتان كبيرتان جداً جداً، واحدة منها تحولت إلى غرفة لعمتي،
والأخرى كانت غرفة للعب
وغرفة صغيرة للخادمات...

بعد أن انتقلنا من بيتنا الصغير إلى بيتنا الجديد
وأصبحت لي غرفة لوحدي، كما أردت دوماً
زرقاء مثل لوني المفضل
وسريراً خشبياً جميلاً، لونت أطرافه باللون الأزرق، ما أثار حفيظة أمي،
وألصقت على جدران غرفتي رسوماتي وخربشاتي الكثيرة،
وصور"ريكي مارتن"، "ميتاليكا"، "آيرون ميدن" ، "سيستم أوف أ داون" و"جنز آند روزز"،
نعم، كنت أحب الميتال والروك كثيراً، لا أعرف كيف دخل "ريكي مارتن" في المنتصف
أعتقد أن كأس العالم "فرنسا" عام 98 كانت السبب الأكبر في ذلك
لأنه غنى أغنية المونديال "دي لا كوبا دي لا فيدا"
وقد تعلمت الإسبانية فقط حتى أفهم كلمات أغانيه
نعم، سنوات المراهقة أحياناً تكون غبية جداً....

أيام مونديال فرنسا، وأنا مجنونة كرة قدم على فكرة، كانت جميلة جداً
وقتها كنت أشجع منتخب الأرجنتين لثلاثة أسباب،
السبب الأول: باتيستوتا، والذي كنت أعتبره أجمل رجل في العالم وأفضل لاعب على وجه الأرض
السبب الثاني: يرتدون ملابس زرقاء، لوني المفضل
وستقولون أن عدداً كبيراً من المنتخبات ترتدي هذا اللون، بس ولا منتخب عندهم باتيستوتا
السبب الثالث: عندما كنت طفلة كان معظم أعمامي يشجعون منتخب الأرجنتين
الكراهية والحقد اللذان أحملهما في قلبي تجاه منتخب هولندا، وتجاه بيركامب بالذات، لا يمكن أن ينطفئا بسهولة
خرجت الأرجنتين من منتصف النهائي، وبكيت بحرقة،
خصوصاً عندما بكى المدافع الجميل أيالا...
ثم توقفت عن تشجيع المنتخب عندما استقال كارلوس روا، الحارس وقرر أن يتكهن!
انقطعت عن مشاهدة الكرة بعد أن تزوجت، زوجي لا يتابع الكرة ولا يحبها
زوجي يعشق السيارات والتعديل والخرابيط
وإلى اليوم لا أفهم ماذا تعني كلمة: "ماشاء الله على صوت هالسيارة!!!"

أخرجت كتبي الكثيرة من الصناديق وبدأت بترتيبها على الرفوف
لا يتدخل أهلي فيما أقرأ أبداً
كنت أمتلك الحرية الكاملة لقراءة ما أريد
مررت بفترة كنت خلالها أقرأ كتب غريبة عن الديانات والأساطير والفلسفة
ذات مرة رأتني أمي وأنا أقرأ الإنجيل
انصدمت... لكنها لم تقل شيئاً،
مباشرة قلت: "عندي فضول أعرف..."
بعدها جاء أبي إلى مكتبتي واطلع على بعض الكتب
قال: لماذا تقرئين هذه الكتب؟
قلت: أحب أتعلم عن الناس...
هز رأسه ولم يقل شيئاً
أعتقد أن عناوين الكتب لم تثر اهتمامه كثيراً

لم أمتلك كتب إسلامية أبداً
وكانت إحدى عماتي تصر على إهدائي كتباً دينية
كنت أخزنها في صندوق صغير خلف المكتبة
كنت أكره الكتب الإسلامية لأنها مكررة ونعرف كل مافيها
وكنت أكره كتب القصص والعبر لأني لا أصدقها
لا أصدق أن فتاة لم يستطيعوا دفنها لأنها لم تكن تصلي
وفتاة انبعثت من جثتها رائحة كريهة لأنها تسمع الأغاني
شو هالغباء؟! لها الدرجة الاستهزاء بالدين؟

عند انتقالنا من بيتنا الصغير لم أتمكن من توديع صديقي عبدالله
ولم أتمكن من الحصول على رقم هاتفه
أمي، كانت تحاول إبعادنا عن بعضنا البعض وكان الانتقال عذراً جيداً
المرة الأخيرة التي رأيته فيها كانت قبل أن يذهب إلى دورة طويلة في الجيش
أخبرته بأننا سننتقل، فأخبرني بأنه سيشتري هاتفاً نقالاً لكي نتمكن من التحدث مع بعض
لكننا انتقلنا قبل أن يعود...
بعدها، لم يخطر عبود على بالي أبداً حتى بدأت المدرسة واكتشفت نوعاً جديداً من الحياة
الحياة في المدينة،
الحياة المختلفة كثيراً عن شكل حياتنا في قريتنا الصغيرة، بني ياس

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس