:: عيون مالحة ::
أعرفُ ما يُبكيكِ، ومَنْ يُبكيكِ،
هذا الذي حَوَّلَ خارطة الوطن إلى خارطة حُزن، ويَتَّمَ الطيرَ، ورَمَّلَ الشجر، ولطَّخَ وجه الغيم بلون الدم، وأطلقَ الموتَ يُعربدُ في شوارع حيِّنا كأغنية نشاز، تنقرُ بأصابعها على أطراف جباهنا فتفرُّ منها الحياة، وكلَّما غَفَرَ سقطَ رأسٌ مِنْ شُرفة بيتٍ، وطارتْ قدم، واختَلَطَتْ برائحة الصبر رائحةُ الغضب.
لو كان رجلًا لرَحَل، ولو كنَّا رجالًا لتَعَجَّل، ولكنَّه كهو؛ رسولُ ظلام، ونحن كنحن؛ سيوفُ كلام، إلى أنْ يَبلغَ الفطامَ لنا رضيعٌ هُمَام؛ وقد بَلَغ.
***
محمد البلوي
يتبع ...