وأدركت أخيراً تحت وطأة جمرة غيابك
أنك قد تركت الشمس وتركنا النهار
بينما كُنت ألوذ من ليل لليل
في ضيافة سنة ضوئية دونك
والناس نيام ,
على أرصفة انتظار داكنة
أحمل أكوام في سلة صدريه
أحملك وأحمل آلام وصورتين وقصيدتين
غُمرت بداخل قشةً شوكية ,
وأسأل كل نور أراه يتماثل أمام خطواتي
أمِرّ بكم ملائكي من الأرض ؟
أمِرّ بكم عازف مشتاق يعزف أسمي ؟
يجزع من القطارات المُنطلقة للسفر ,
بينما كُنت أتقاطر على مّهل
ولا أنتشل شيء مني مُتهالك
لا بأس في لحظاتها إن يسقط كلي
ارتعش كما الشجر في ليالٍ عاصفة وأذوب ..
إن أصرخ يا أمي , ثم أتجمد برداً وانصهر ,
ويخيل لي بريق فتاك أنني أجدك
تجثو الطفولة على حافة سراب
تستريح النظرات على أهدابي
تحتكر الظلام .. ويصحو الفجر لمدينتي الناعسة
أتمهل .. تثقل قدماي
وكل ما في الأمر
أنني أتأمل صورة لك في جدران ذاكرتي
عند كل منارة تستقر في نظري وتستقيم
تستفزها حقيقة النور
تتفتق الغشاوة بعنف في توقيت الراحة
كسهام صاب الهدف وسقطت اللوحات الهزيلة
استنشق كل الهواء
العطور المسكوبة
كل تلوث المدينة والضباب
اشحن جسدي وفي خيبة مُشرقة
وخٌذلان مُنعطف بعمق إصراره .. أؤمن باللاعودة .
سلمى الغانمي