منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمُنياَت مُهِدَورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2010, 07:09 AM   #12
سلمى الغانمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية سلمى الغانمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

سلمى الغانمي غير متواجد حاليا

افتراضي




-


تدغدغني الذكرى في حنايا السهر , فتعود معي في جسدي الحائر لحيث كُنا , وحيث السمر ورائحة الورق والعطر وشال رأسي القديم , نعيد شريط حديثنا المرسل بين أحداقنا , وتتشابك أناملنا حول أطراف الرسائل , تمتلئ سحابات الفرح فتمطر عطور الشوق بيننا بعد ثورتها المُكبوتة ..
تغني لي وترقص نبضاتي على نول قلبك , تنظم الأبيات قافيتها حرفي وحرفك , ونعلقها على الشواطئ ومشارف المدينة , يهتدي بها الزائرين لجسور حمراء بحرية الهوى ..
تناديني وأتوارى عن نظراتك خلف أوراق الربيع بطفولة وبشغب منك تُغني حيلة حتى أهرول لأحضانك , نبعث بأصابعنا حتى ينبت الزهر ويتجذر في كفوفها , فُتكن أوردتنا سُحب مُمتلئة , رياح منك يثيرها وصاعقة مني لتمطر وتمطر ..

لا أحتاج أن أتذكر , جاري كدمي وعالق كشعر رأسي , لازلت مُستمر في تشييد بنائك داخلي , وفي كل طابق تدون ذكرى يوم فقط , الله .. لك أن تتخيل كم من طابق بنيت ؟ , الله .. ليتك تعلم أن قوافل هدمك الأخيرة لم تتقن التفجير , ولم تلحق بأشلائك الرماد رغم أني لم تُعد لي أشلاء بعدما أكلتها نارك ..,

في رحيلك مطر رغم انشقاق الطريق وبوار أرض وفتق عضلتي المُتخمة بك بسهام غدر , لم يطويك رحيلك , فـأنا لا أستطيع تمزيق صفحاتك , كثيرة هي , مُجلد مجيد تقدسه نبضاتي ..


:


سَلْمَى ..

 

التوقيع



الحُزن وحده من يغني , وتتجمهر حوله قلوب كأنها من بيوت طين مهجورة .

twitter : salma alghanmi

سلمى الغانمي غير متصل   رد مع اقتباس