هذه ليلتنا الخالدة ولدت من جديد ، ومن رحم الغيب الطاهر استهلتْ ، وإلى حيث التقاء جسدينا المضنيين من توهج الآهات سرتْ، ترتعش في كرّ سجافها، ارتعاشة شفتيك المتوقدتين في حضن شفتيّ عند مشارف القُبلة الأولى في الضمة الأولى، في الليلة الأولى من سطور عمرنا الغارق فينا يا حبيبتي.
أحبك الليلة فحسب.. ادخاراً من زمن لها، وأحبك الليلة كل الحب الآدمي، والطهر الملائكي..ولو أن للقلم من تعابير البيان ماله ما بلغ به الفكر أن ينفث في خباء هذه الليلة ما ينفثه الآن من رقية المس المحمومة به جوانب هذه الليلة.
عديني يا حبيبتي أن تختزلي عمرنا في هذه الليلة، وعديني أن تحركي في مسيرة حياتنا فقط قاطرة هذه الليلة، وعديني أن تقبريني هذه الليلة بين رمشيك فلا أحيا بعدها، وأن تسقميني بإدمان حضنك فلا أشفى بعده أبدا، وأن تخلطيني بشيء من حديثك، وشيء من سلاف ريقك، وشيء من دفء صدرك، وشيء من ورد متنك، وشيء من تعويذة نظرتك ..فأعيشك طعما، وريحاً، ولوناً....أحبك أنت يا أحلى أنفاس هذه الليلة.