منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مولاتي الأميرة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2010, 04:36 PM   #139
أحمد الفلاسي
( شاعر )

الصورة الرمزية أحمد الفلاسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

أحمد الفلاسي غير متواجد حاليا

افتراضي


عجباً للحدود البشرية كيف انزاحت ليلة البارحة جانباً فسرى بك الشوق لزيارتي مناماً! ، وأقبلتِ تمخرين أمواج الظلام بكلكل إسفارك المتوهج ، لا ترين بينك وبين حبيبك ما يصدق عليه كنْه مانعٍ، أو يظن به بعض حاجز، فلا جبال ولا شجر، ولا أنهار ولا بحر، ولا جن ولا بشر، ولا رقيب أو حاسد أشر...كل ما زعم الفصل بيننا كان وهماً لا بقاء له إلا في صفحة المستحيل.
وأقبلتِ وكانت الساعة ساعة طمأٍ إلى اللقاء، فما نحن ساعتها إلا أشداق متقرحة من شدة العطش تنتظر بلة ترويها قُبلةٌ، وقبلةٌ تهوي بها سكرةٌ، وسكرةٌ تجننها فكرةٌ، وفكرة واحدة لا ثاني لها مكتوبة في صفحة الكون تقول:أحبك..
ووقفتِ أمامي ، وتخيلت حينها أن الجنة فتحت أبوابها لحورية التقطت أنفاسها أمامي، وتخيلتك فردا فرداً من بنيات الحسن الكوني الغيبي، فلا مساس، ولا مشابهة مع عالمنا إلا أنك بشر.
وأطلت النظر إليك ، وعلى شفتيك شبق التصريح المجنون يقول إنها ...، وأنا في رواء الذات أدير دفة الاشتغال ، فهنا كل شيء متوقع إلا أنتِ...أنتِ لا، ولا يرد ما يقنع بك هنا..لكنك قلت: أنا ...
رأيتكِ، وودت أن أرسل إليك صورتك أتحداك برؤيتي ، كما تحديتك بحبي الصامت بين أروقة قلبك، الناطق على صفحة غيابك، الشاهد على دعوى تكذيبك لي..وتكذيبك لك، وتكذيبك لحروف أدبك..و..و..و.. آه.
والتقينا وللقاء أكذوبة غداً ستنشرينها، ستكتبينها رغم صدق اللقاء، إلا أن أكذوبة اللقاء سيتبناها قلمك قريباً..وسيقرأ لك من لا يعصي لك أمراً، كما لا يكذب لك مكراً، ولا يدين لك ظلماً..سيقرأ لك وسيصفق أنك كذّبت شهادة الليل ونحن يا حبيبتي نعيش ألوان العناق المحموم وسط عيون الليل. فليصفق من ينصحني فيك أن أتركك، ذاك الجاهل بقراءة المكر الأنثوي الذي لا ينمو باسقاً مشتعلا إلا على تربة العشق الأكيد.

 

أحمد الفلاسي غير متصل   رد مع اقتباس