عوَّدني النظر في كلماتك مشافهتَك من وراء سُتُر الغيب، في ساعة تشف فيها الروح عن مثل دغدغة النجوى، وهشهشة الهمس الوادع الونيء..فلا أقرأ لك كلمةً إلا وأرد عليك باحتضانها ، وتقبيلها لأنها نابتْ عن مبسمك وهو يطبعها على شفتيّ ساعة وفاق، كأنها محض عناق..
وهكذا يرفل الحب في زي المحسوس وهو مسترخٍ على ذراعي الحرف ومداده ..لأن من خاصية الحب جمع متطلبات الحسّ كلها في كل وصلة من وصلاته الغريبة العجيبة..فلا تكاد ترى محباً مع محبوبه إلا وهو محيط به كلية في طعمه، وريحه، ولونه .وحينما يشتاقه لا يشتاقه متفرقَ الأحاسيس ؛ إنما يصهرها فيه حتى يجده في كل مفصل من مفاصل جسده، وكل عرق من عروق حسه.
وأنتِ يا حبي ما ملكتِ مني جزءا، وتركت آخر، ولا استويت على عرش عضو لي وتركت آخر، إنك في لساني شهد الجنان الزاكي، وفي أنفي مسك العبير الجاري، وفي سمعي معزوفة العشق الخالدة على مر الأزمان.....وفي روحي سعادة الدنيا في اسم...