اذكريني ..فإن في جسد الأيام والليالي مواطن استرخاء يلذ للذكرى التمدد على متنها.. وما بيني وبينك تأوهات ليل، وتنهيدات نهار، وسكر، وعلقم، وجرح ، وفرح ...وتهافت في ضجيج الشوق كي ألقاكِ ليلاً أو نهاراً فتقر عيني بك يا قرة عيني أنتِ!!
وللذكرى عند غياب الحضور حضورٌ شبيه يستدعي من مفكرة الماضي تلك الرؤى الداكنة الباهتة البالية على قدم الزمان فيحقق - ولو مقاربة- شيئاً من حديثها الغابر لحاضر الروح المتعطش لذاك الزمن الجميل وأهله.
وأنا الذي عاشك إلى عهد قريب ، واستودعتك مفكرة الماضي لأدبي ، وفكري ..أنا هنا لا أنشيء جديدا لك تتعرف عليه ذاتي..إنما أجني الآن لبقية عمري المعاش شهد تلك الأيام عن طريق عصر هذه الخلية المتقاطرة شهدأً كنتِ أنتِ ملكة الجميع المخدومة فيها بيد أنك خالدة في كياني لا تمحوك عوارض الأحداث، ولا متغيراتها. وسأبرهن لك قريباً لماذا أحببتك اختيارا لا جبراً، وتفنن حبك في صنع أدبي ملكةً لا تصنعاً، وحصرت دقائق تصرفاتك -الغضوب خاصة- حصراً ذوقياً لا تكلفياً...فاذكريني..ليتك تسمعين مني الآن: اذكريني.