ضمن ساعات تخطت حدود الوقت المُقمر
وأصبحت بداية لم ترضى النهاية
طال السمر فيها حتى بان مبسم الشمس خلف شال البحر الأحمر
كنت بصحبة أبي وأمي اللذان يتبادلان حديث المساء بسخاء
وأتبادل أنا مع نفسي أفكار شاردة حيث لاشيء محدد
فقط تأمل في ملامح المارة

فجأة وأثناء ضياع عيناي بين خطى القادمين والذاهبين من أمامي
استكان نظري لعينان اخترقتا ضباب الطريق البشري حتى وصلت إلي بـ سلام
تحمل كثيراً من التركيز والتأمل
قوية لدرجة إحراق أهدابي
وإغلاق أجفاني وحملها لمكان آخر
تبعثرت كثيراً
وسرعان ما ألملم أشلاء حرجي
أدسه في زوايا الأمكنة القريبة مني
استجدي الثبات ولو لبرهة من الزمن
الذي لم يمنع من أن أدير ظهري لصلابة تلك العينان الراسختان حيث أنا بسلام
لم أترك خلفيا سوى آذاني المصغية لطرق الخطوات المقبلة إلينا
والتي أربكت ضربات قلبي الخائف من ظل مجهول قادم
وصل لمينائي وهو مُقنع لا أعرفه
من أول خطوة تبخر سكوني
وحتى آخر خطوة تجمدت أطرافي
التفت ببطء يلفه شيء من الخوف والتوقع
فإذا به النادل يسأل مبتسماً: ماذا تطلبون؟
أطلقت سراح زفرة هواء محبوسة في صدري
وأسندت ظهري لمقعدي ..قليلاً ثم ألتفت خلفي فلم أجد ذلك الجريء ذو العينين الحادتين
شعرت بشيء ما وكأن سؤال قفز من عيني إلى عينه
ثم تاه وعاش خلف رحيله يتيماً بلا إجابة