سليم بن عبدالحيّ شاعر الأحساء ربّما هو غير مشهور لكنّه ندّ لمحسن الهزّاني وشعراء كبار آخرين كانوا يسندون عليه ويردّ عليهم لكن الغريب أنّه لم يشتهر! وربّما هذه سمة شعراء القرى غالبا وخاصة الأحساء مثيرا مايجلّ أهل البادية شعراؤهم لكن ذلك لايحصل مع شعراء القرى بالرغم من كونهم لسان حال بلدانهم الناطق والمخاطب للملوك والأمراء وهذه القصيدة التي سنوردها له دليلٌ على ذلك بعد أن أخذ الإمام فيصل أموال أهل الاحساء عقابا لهم كتب سليم بن عبدالحيّ للإمام مخاطبا وطالبا الصفح عنهم ودافع عنهم كان المتحدّث باسمهم تماما كما كان محمّد العوني مع أهل القصيم ومبيريك التبيناوي مع جزء من شمّر لفترة وقال سليم بن عبدالحيّ*:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
واعلّة الدار جت من جوف امعاها=شالت على كتفها حتف بلواها
قيل ان ذا الجور من نصيف ساكنها=ياويلها ان ثبت من بطش مولاها
ان افسد القوم في دارٍ يعم بها=خسف بحيطانها مع ساكن حماها
اف لمن لايحاذر بطش خالقنا=ومن غاض العلم في غير الجدا تاها
والخاسر اللي تعدّى السنّة الغرّا=والشرك راس الكباير منه منشاها
دار الحسا رميت التهمه بجانبها=واستأثروا عمدة التوحيد مأواها
شبه لهم حظّ حرفٍ من كيانها=كنّه قلم فاسق عدواه ابداها
ماوالذي كون الكونين واوجدهن=ربٍّ عليمٍ بىخرها ومبداها
ان بان ذا العالم من داري لفارقها=ايضا ولايجتمعلامي بلاماها
مايقتضي حظّ نفسي ان أقيم بها=حاشا ولااجاور الملحد بمرباها
ساداتنابالهدى ظنّوا بذا فينا=بانت لهم شبهةٍ فينا محاذاها
اترك بنا الظنّ ان الظنّ اثمٍ جا=في محكم القول اوحى به طاها
ان تبغون بالميثاق نرضيكم=بالله ياذا محال ليس نرضاها
ولا الخصومة على المشروع تجمعنا=وطريقة المصطفى يازين مجراها
يامن عطاه المولى قبضة ولايتنا=وسمى امام بعين الدين يرعاها
يانجل تركي يافرع الندا يامن=سميت في رتبة الجودا بعلياها
يافيصل الصارم الماضي على الأعدا=كلّ اسوة تنكر المشروع تنفاها
انت التقي النقي وانت الذي تنفي=عوج المظالم ولاترضى بفحشاها
بك شارة الدين امام المسلمين احلم=على رعاياك واحلم في موالاها
سكّان هجرٍ رعاياك الضعوف اشفوا=في وهبةٍ منك مجراها ومرساها
يرجون جودٌ هقوا به من صخى نفسك=وشافوه يجري بيانٍ في سجاياها
من كلّ يتيمٍ وطفل وحرمه رملا=لله من ضيعو بحماك ملجاها
العفو واللطف الجميل اضحى=في تاج هامه حبالك لان مطواها
ارجع ذكى الوفى والحلم من طبعك=واحلم على امة يعناك معناها
وتصديقك الشكّ ماياجب ولاتابى=انص الشريعة وخذ من عين مرماها
واترك بنا الظنّ الا ان تبيّن لك=من روح خبث النفاق فجد علياها
وارحم مسيثي عرف طبعك فلاتاخذ=بعقوبة المحسن لحسناك يرجاها
تقول دار الحسا جت بيت مال لي=غرايس الغين وانهارٍ جرى ماها
وبيوتها خذ سعود شرط جايزها=وصارت حلالٍ ملكها حينما جاها
وانا على عقدها الأوّل براجعها=في مقتضى الشرع حل الام جمعاها
نقول حقّ فلكن صارت الهدنة=وجاها كف الردى كشف مغطاها
وكل رجع في المقام الأولى منها=وانقاد فيها مسام البيع واشراها
ثمّ اتاها أبوك وشدّ مرتبها=وعطا عليها اهلها حينما جاها
وعطيت الأب مثلك مايعارضها=حاشا عليك القطاعه مانت ملفاها
ولاتخلت عن التوحيد فطرتها=ولاتغيّر عسل صافي مصافاها
فما نخبر جنابك وانت به ادرى=لكن دام عزٍّ بها لازلت مشكاها
واسلم بخير بجانب دارنا تحظى=بالعزّ تأمر بطاعتها وتنهاها
صلّى الهي على المبعوث سيّدنا=عدّة نجوم بغدر الميل يزهاها
والآل والصحب ماقال الأديب بها=ذا علّة الدار جت من جوف امعاها
.[/poem]
*القصيدة من كتاب:خيار مايلتقط من شعراء النبط لعبدالله الحاتم