و ما الغيابُ إلا أبجديّةُ اللّقاءِ الأولى , و أسمالهُ البيضاءُ ترافقهُ حيثُ خُلِقَ و حينَ يموت ..
ليسَ لنا حينَ نتلو اللّقاء إلا أن نُردّدَ آياتِ الفَقدِ المنقوشةِ على صَدره , و نبحثُ في لَوحهِ المحفوظِ عَنّا , عَلّنا نُدركُ مكانَ حُزننا القادم ..
الكلّ يقارعُ ليحيا , فلماذا لا يفعلُ الفرح ؟
لمَ لا يفعلُ الصّوتُ المحبوسُ في مَآقِ الأرَق ؟
عصفورٌ صغيرٌ يا فيصل , بحجمِ الواوِ , و رقّةِ الرّاء , يحملُ في منقارهِ , أبجديّةً , تُدركُها البلاغةُ من حيثُ لا يدري , يزقزقُ للرّبيعِ فـ يأتِ , و ينتحبُ للبردِ فيهاجمُ الشّتاءُ مساماتِ الوحدةِ المُشَرَّعَةِ على الألَم , فيحمِلُها و يُهاجرُ حيثُ لا صِفرَ في الشّمال .
هكذا كانت أبجديّتُكَ هُنا ..
و أنا إذ أنصتُ لآياتِ الحرفِ المنسكبةِ من غيماتِ رؤيتِكَ الممتدّةِ حدَّ الأفق , فإنّي أبعثُ لروحي سكينةَ الخشوع , و أهبُها طمأنينةَ الهدوء ..