أحبه : هو..
وأحببته : لأجله ..
هذا النص .. كان .. اسمه حين مولده ..
طُهر الأحساء ...
وكل يوم أرى فيه طُهر الأحساء ...
وكل يوم ... أحبه أكثر عمّا سبق ...
فقط .. لأنه أحبه ...
((طُهر الأحساء ))
أحبك ... تنبت فوق تربة صدري ... باسقة فروعها ... تشاغب السماء ...
... تلعب معك دور الشجرة المحرمة ... فلاظلالها تشي بها ... ولاعصافيرها
تطيق الكلام ..حين مرور لك بها ... تجتازها ... وتموت واقفة ...
أخبروني ... أن الأنثى .. حين .. تبيح لـ ( أحبك ) بالسفر من ديارها ..
دون محرم( أحبك) يسبقها من فم رجل ... حيث بلاد الإعتراف ...
فإنها قد خسرت جُلّ كبريائها ...صدقتهم .. وخسرتك ...
أيقنت حينها ... أن ثمة قواعد نسنها ... هرئة .. نلبسها ... ونرتجف ..
ونصدق كذبتنا ... بــ (تُدفء )...
اعتقد .. لست بحاجة أن أقول لك ... علاقة النخلة بالأحساء ...
فالعشق الذي يربطهما مقدس ... وأيضاً لاداعي أن أخبرك .. بلذة عيونها ..
التي لاتبرح تسكب كأسهما ... ارتواء لاينتهي ...
لن أُطيل عليك .. بإختصار .. أنا الفسيلة ... وتعرجات صدرك تربتي ...
والحب المنسكب من عينيك ..يرويني لـ أكبر ...
وبلمح البصر أراني خُطفت ... فلاتربة أختبئ بحضنها ... ولاعيون ...
تسكب الحياة فيّ ... وكأن الزمن توقف بي عندك .. رحلت وتركت
ساعات الزمن .. تتجمد ...
تعلم .. قلبي تماماً مثل تربة الأحساء ..كيف لا .. وأنا طينها ..وطينها انا ...
كل من مرّ بي اشتموك .. فتربة القلب ندية بحبك ...
حين تنشدني خلاصاً من شوق يكبلك لي ... كل ماعليك .. هو أن تجوب شوارع
الأحساء ...
وانفض بقايا عطري من فوق اعمدة الأنوار المستقيمة خشوعاً ... تتلو النور ...
في وجه الظلام ... فإني احتضنتها طفلة ...
وعانق ذرات اكسجينها ذرة ذرة .. فإني أحيا بها .. فهي تقاسم صفائح دمي
التأنق في عروقي ...أي حين تنستنشقها تأكد بأنك حينها .. أكسجيني ..
وأنا أكسجينك أشاغب دماءك التسكع فوق طرقات عروقك ..
اخلع نعليك .. بارك قدميك ... بتربة أرضها ... لاتخف إن اشتهى الشوك
إنغرازاً .. ببطنهما .. فقد تمرغ بكامل رأسه ببطن قدمي .. خذها وأمضغها ..
.. ببساطة أنت الآن تتقاسمني ... فمن أدق تفاصيل التربة والشوك والمضغ ..
خلقتني ... وذبت في تفاصيل فمك ... وكنت الدواء لداء الشوق ..
حاكي .. فسيلها .. نخلها .. سدرها .. فـ أصداء صوتي تلتحف ..
سعفها .. وورقها .. ورطبها وتمرها ... (وكنارها) النبق .. وأترنجها ..
ورمانها .وتوتها ... وكل ثمارها ...
بإختصار .. أنا الأحساء .. فمتى طقت ملوحة الإشتياق وتكلست فوق
لسان قلبك ... كل ماعليك هو قصد وجهتها ..واقهر ملح الأشواق ..
بلعق شهدي ودبسي(عسل التمر أو عسل البلح) المنسكب فوق كل تفاصيل الأحساء ...
لاأعلم .. دائماً أصر بأنني الأحساء .. وأنك نخيلها ... ودائماً أحيك الحكاية
بهما .. لتخرج بطهر لايشبه إلا ..الأحساء ..
