كانتْ تعبّ الذاكرةَ عبّاً كمنْ يَنسى ولا يَنسى، وطَنُها هناكَ وفتىً في انتظارها يجرّ نبوّته إلى أحلامها متشحاً جسدها في غوايةْ.
كانوا يَقولونَ بأنّ في النورِ حياةً أخرى، وأنا كنتُ أبتديءُ نـِهاياتيْ وحيثُ أنتهي أبتدئ مِن جدِيدْ.
الوَطنْ، هوَ صَدرهُ المـفتوحُ لـغُوايةِ لي أنا والأخرىْ، يكتظّ فيّ ومساحاتيْ ظمأ.
كانَ جسَديْ زرعاً لمْ يؤتِ أُكُلَهُ، وكانَ يتركُ أمامَه المحطّاتْ ويجدّ المسيرْ.
كنتُ أراهُ دهليزاً طويلاً يجتثّ منّي ما يتبقى في هطولِ الغيمْ، كنتُ المدينَةَ الفاضلةَ بمائيَ العذبْ، أولَدُ على بحرٍ وأجترئ فأفورْ.
كنتُ الزَهرَ فاضِحَ اللّيلِ، كنت الميتَ الأخيرَ في دروبِ الشكِّ أورقِ أو أكونْ كنتِ الغوايَةَ والزَمنَ الغائرُ في غبَرةِ الصبحِ أنجليْ كـما حزنْ.
افتضّ حزني أحلامَهُ واجترحَ غوايتهُ ناسياً أن في روحيَ نأمةُ الفضيحةْ.
كنتُ به فقطْ، أرتديْ نبوّته واصيخُ الحلمَ لـملامحه كنتُ زهراً وأملاً ونورٌ ممتدٌّ حتى الضوءْ.
كانتْ ترمي برأسها، تغمضُ أجفانَها، تحتدّ غوايتها، تجترحُ أشياءهـ يفيضُ ماؤها، يفيضْ، وتـــــــموتْ.
منى الصفار